فهد الحوشاني
ليس عندي أية تقارير أو دراسة استطلاعية على ما أجزم به من أن الإسلام لا ينتشر بتلك الصورة التي يروج لها! لكن عندي بينة لا تخطئها العين، و(البينة على من ادعى)، فمن خلال زياراتي لبعض الدول الأجنبية، حضرت بعض صلوات الجمعة في عدد من المساجد في عدة دول؛ منها ما هو في شرق آسيا وأمريكا! حيث لفت انتباهي وأنا انتظر الصلاة تلك
الرؤوس ذات الشعر الأسود، والبشرة الداكنة، وهذا يعني أن أولئك المصلين ليسوا من أهل البلد، وبعد الصلاة رحت أتفحص وجوه المصلين! وأستمع للغة التي يتحدثون بها، فوجدتهم يتحدثون بلغتهم الأصلية وقليل منهم يتحدث بلغة أهل البلد، ووجدتهم خليطا من دول إسلامية وعربية ليس بينهم من أهل البلد إلا ما ندر! وما ندر هي بالضبط الكلمة التي أعنيها! بل إنني لاحظت أن غالبية المصلين هم من كبار السن أو ممن هم في الثلاثينيات من العمر فما فوق، بينما يمتنع الشباب من الحضور لصلاة الجمعة وكما هو معروف إن صلاة الجمعة، هي الصلاة الوحيدة مع صلاتي العيدين التي يحرص على حضورها غالبية المسلمين في البلدان غير الإسلامية لأسباب مختلفة، إذاً فالمصلون أتوا من خارج البلاد وليسوا من أهلها، وهذا يؤكد عدة ملاحظات من أهمها أن هناك قطيعة بين المسلمين وأهل البلد، وأعني بها التقوقع في مجتمعات مغلقة، وبالتالي عدم القدرة على التأثير الإيجابي في الناس؛ مما يعني عدم تقديم صورة حسنة عن الإسلام والمسلمين!
إن المسجد لا يقوم بدوره في نشر الدعوة وأن المسلمين هناك ليس لهم تأثير سلوكي وأخلاقي مما قد ينشر الإسلام. وربما كان يعطي انطباعا سلبيا عن الإسلام!
أين المسلمون من أهل البلد؟؟! طرحت هذا السؤال على عدد من الأئمة ومن المشتغلين في المساجد في تلك البلدان فلم أجد إجابة شافية، في أمريكا مثلا لم أشاهد من الأمريكان سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة حدث هذا في مساجد في لوس انجلوس وواشنطن وبولدر ودنفر وهيوستن وغيرها! إننا أمام هذا السؤال المهم الذي يبدو أنه بلا إجابة واضحة! فهناك من يروج بأن الإسلام ينتشر وأن أعداد المسلمين بازدياد!! والذي أنا متأكد منه أن ما يجعل المسلمين يزداد عددهم هي الهجرة المتزايدة من بلاد المسلمين بسبب سوء الأحوال المعيشية والأمنية! ثم أن هناك مشكلة تواجه الجيل الأول و لابد من الوقوف عندها وهي أنه غالبا ما يضعف الإسلام عند أولادهم وأحفادهم، والدليل ضعف حضورهم للمساجد.
المشكلة الثانية التي تواجهها هذه المساجد هي و جود سلوكيات وبدع تنتشر في بعضها من قبل أئمة لم يتم إعدادهم بشكل جيد وفي الغالب هم متطوعون وغير متخصصين! ولهذا فإن المنظمات والهيئات الإسلامية في الدول العربية بالذات، وعلى رأسها المملكة تقع عليها مسؤولية دعم تلك المساجد بإقامة دورات متخصصة ودعمها بالتجهيزات إذا لم تتمكن من الدعم المادي المباشر.
خلاصة الكلام أني لست مع المروجين لانتشار الإسلام بتلك الصورة المتفائلة!! فالمهاجرون المسلمون هم الذين ينتشرون في بلاد الله الواسعة! هذه كل الحكاية!!