علي عبدالله المفضي
هل هناك من الشعراء من يكتسب مع مرور الوقت وتعاقب سنوات العمر والغرق الفعلي في بحيرة الشعر وتعاطيه بشكل شبه يومي قراءة وكتابة وسماعاً القدرة على كتابة قصيدة مقنعة وينجح ويصبح قادراً على استدعاء الشعر في الوقت الذي يحدده هو أم أن الشعر لا يسلم أمره لأحد، ويبقى كما قيل عن حضوره أنه (انتظار ما لا يُنتظر).
وإذا كان الرأي الأول هو الصواب أو قريب منه فكيف لا يبدع الشاعر المتمكن وقت ما يشاء ولا يتوقف عن الكتابة، ولماذا تصعب القصيدة على المبدع الحقيقي الذي لا تنقصه المفردات ولا تعوزه القوافي والوقت الذي يقول البعض أن شحه ربما كان عائقاً دون حضور الشعر.
هناك من تصعب عليه القصيدة مع مرور العمر وتعاقب التجارب وزيادة الوعي واتساع الأفق فتصبح المواقف التي كانت كانت تسبب اشتعاله من الوريد إلى الوريد أقل دفعاً إذ يرى أنه لا جديد فيها ويصيح احساسه بالقصيدة أكثر مسؤولية واكبر عبئاً ويطمح أن يقدم ما لم يسبق أن قدمه هو أو غيره وهنا المشكلة العذبة التي تحمي المبدع الحقيقي من السقوط في هاوية التكرار.
وقفة لـ (صفي الدين الحلي):
ليسَ البلاغة معنى
فيهِ الكَلامُ يَطُولُ
بل صوغُ معنى كثيرٍ
يحويهِ لفظٌ قليلُ
فالفَضلُ في حُسنِ لَفظٍ
يَقِلْ فيهِ الفُضولُ
يظنهُ الناسُ سهلاً
وما إليهِ سبيلُ
والعَيّ مَعنًى قَصيرٌ
يحويهِ لفظٌ طويلُ