د.عبدالعزيز العمر
عندما يحضر المال بقوة لدى الأسرة ويغيب عنها العقل والمنطق الذي يوجه ويرشد صرف هذا المال فإن الناتج الطبيعي الكارثي هو غالباً ظهور جيل متهالك تربوياً. يعيش أبناؤنا اليوم حالة من اليسر انكشف أثرها المدمر ومن خلال طغيان النمط الاستهلاكي على حياتهم وغياب الحس الترشيدي لديهم. أمام هذه الأزمة التربوية يقف نظامنا التربوي المدرسي موقف المتفرج، وكأنه يفترض أن مستقبل أبنائنا سيكون امتداداً للرخاء الحاضر، ولم تكتف كثير من الأسر باغداق المال على أبنائها إلى الحد الذي جعلهم يعتقدون أن الحصول على المال أمر سهل، بل إنهم ربوا في أبنائهم الاتكالية على الغير، مطفئين بذلك قدرتهم على مواجهة الحياة، بل وقرروا مواجهة الحياة نيابة عن أبنائهم، وصناعة القرارات المصيرية التي تتتعلق بهم نيابة عنهم، وهذا بالتأكيد سيجعل حياة أبنائنا المستقبلية أكثر نكداً وصعوبة، ونحن المربين من يتحمل مسؤولية ذلك، لقد أخطأنا بحق أبنائنا دون أن نشعر. ما الذي يمكن أن يفعله نظامنا التعليمي حيال هذه القضية المؤرقة. لن نحاول إعادة اكتشاف العجلة، فهناك الكثير الذي يمكن لمدرستنا أن تفعله. تستطيع المدرسة أن تقدم برامج ومناشط تستهدف إعداد جيل قادر على مواجهة مستجدات وتحديات مستقبلهم، وذلك من خلال تعزيز السلوكيات الطلابية التالية:
1- تعويد الطلاب ممارسة التفكير الناقد عوضاً عن تلقين المعلومات واسترجاعها، 2- تعويد الطلاب الاعتماد على أنفسهم وذلك من خلال تحملهم مسؤوليات محددة، 3- تعويدهم التعاون مع الآخرين وبناء شراكات معهم، 4- تعزيز الحس الترشيدي لديهم وإطفاء السلوك الاستهلاكي، 5- إثراء قدرتهم التواصلية مع الآخرين، 6- تنمية اهتمامهم بالآخرين وعدم تقوقعهم حول انفسهم، لقد نجحت نظم تعليمية كثيرة في تحقيق مثل هذه الغايات السامية.