د.عبدالعزيز العمر
نفذت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) دراسات كشفت عن وجود علاقة وثيقة بين جودة النظام التعليمي ممثلاً في درجات الطلاب (خصوصاً في العلوم والرياضيات) في أي بلد والمستوى الاقتصادي لذلك البلد، أي أنه كلما تحسنت درجات الطلاب تحسن في المقابل المستوى الاقتصادي (الاقتصاد المعرفي)، إن مثل هذه النتيجة المنطقية لم تعد اليوم موضع جدل بين خبراء التنمية والاقتصاد والتعليم. وفي هذا الشأن أجرى تعليمنا في السنوات الأخيرة محاولات جادة لتطوير تعليم العلوم والرياضيات، ونقول محاولات جادة قياساً بحالة الموات التعليمي في سنوات خلت. ومع ذلك ما زالت المؤشرات البحثية تشير إلى أن طلابنا يعانون ضعفاً شديداً في مهاراتهم العلمية والرياضية (الرياضيات) قياساً بمهارات طلاب دول مثل كوريا وسنغافورة – مثلاً. وطالما استمر ضعف المستوى التعليمي لطلابنا في مجال العلوم والرياضيات فلا نتوقع منطقاً وعقلاً تحسّن المستوى الاقتصادي لبلادنا، وإن حدث وتحسّن الوضع الاقتصادي لبلدنا فهو غالباً تحسن شكلي ظاهري مؤقت بفعل تدفق الثروة النفطية الناضبة. ولقد استشعرت دولة عظيمة كالهند الدور الهائل للعلوم والرياضيات في تعزيز الاقتصاد والتنمية فدخلت في شراكة مع اليابان لتطوير تعليم العلوم والرياضيات. نخلص مما سبق إلى أنه لم يعد أمامنا من خيار إن أردنا ننافس اقتصادياً إلا أن نطور تعليماً يعطي أولوية قصوى لتعلّم وتعليم العلوم والرياضيات، ويقدّم هاتين المادتين للطلاب بالعمق الكافي وبأساليب تطبيقية إبداعية فعَّالة، المؤكّد أن بلادنا لن تكسب معركة الاقتصاد طالما بقي طلابنا بهذه الأمية المكشوفة في العلوم والرياضيات.