موسكو - سعيد طانيوس:
دعا ألكسندر بورتنيكوف، مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية (الاستخبارات)، لاستئناف التعاون الاستخباراتي ضمن نشاط مجموعة العمل الدولية الأمنية عشية إقامة فعاليات كأس العالم لكرة القدم في روسيا في صيف 2018, وكشف عن أن الاستخبارات الغربية ساعدت بلاده على منع وقوع هجمات إرهابية على منشآت دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي خريف العام 2014.
وطرح بورتنيكوف اقتراحه بإحياء التعاون الاستخباراتي خلال الاجتماع الـ 14 التقليدي لرؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون الوطنية الذي عقد في مدينة ياروسلافل الروسية نهاية هذا الأسبوع.. وأعاد بورتنيكوف إلى الأذهان أن المجموعة الدولية المماثلة نفذت عملاً فعالاً لتأمين فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت، في فبراير - شباط 2014، بمدينة سوتشي الروسية.
وأشار على وجه الخصوص إلى المساعدات الأمنية الملحوظة التي قدمتها كل من الولايات المتحدة وجورجيا وفرنسا وألمانيا والنمسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى للجنة الروسية المنظمة لمنع وقوع هجمات إرهابية على منشآت دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي.
هذا وشارك في لقاء رؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون الوطنية في ياروسلافل 92 وفداً من 64 بلداً، إلى جانب وفود من هيئة الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي.. وحضر الاجتماع على وجه الخصوص ممثلون عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي والمركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، وعن الأجهزة الأمنية الخاصة في المملكة العربية السعودية وألمانيا وفرنسا والصين والهند. وبحث اللقاء كيفية التصدي الفعال للخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم (داعش) الإرهابي وغيره من الجماعات المتطرفة، مع التركيز على ضرورة تنظيم العمل المشترك للأجهزة الأمنية الوطنية المختصة من أجل وقف تجنيد وتدفق الأجانب إلى صفوف «داعش»، باعتبارهم مورداً بشرياً أساسياً له في الظرف الحالي. وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تحية إلى المشاركين في الاجتماع الأمني الدولي، أشار فيها إلى أن هناك خطورة بالغة، في الوقت الراهن، تنجم عن اندماج التنظيمات المتطرفة الراديكالية مع قوى الإجرام المنظم العابر للحدود الدولية.
وشدد على أن أهمية لقاء ياروسلافل نبعت من حيوية بحث مهمة التنسيق في عمل الأجهزة الأمنية الوطنية، بل وإقامة شراكة حقيقية بينها لتنظيم التصدي الفعال لمخاطر تزايد النشاط الإرهابي على نطاق العالم. وأشار الرئيس الروسي بصورة خاصة إلى أن التنظيمات الإرهابية تحاول استخدام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كرأس جسر لها، حيث يجري استقطاب وتدريب عناصر جديدة في صفوفها من أجل تمادي الجماعات الراديكالية في بلدان المنطقة ونقل أعمالها التخريبية إلى دول أخرى لزعزعة استقرارها.
ولفت بورتنيكوف، من جانبه، في كلمة ألقاها في الاجتماع، إلى أن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وعلى رأسها «الدولة الإسلامية» (داعش) انتزعت المبادرة في الجبهة الإعلامية، بسبب تأخر المجتمع الدولي في حالات كثيرة عن إيجاد ردود وإجراءات جوابية مناسبة على دعايتها وأنشطتها التعبوية.