فهد بن جليد
في (بلفاست) أطلق فندق من فئة الـ 5 نجوم أغلى زجاجة مياه في أيرلندا، تصل قيمتها لنحو 40 دولاراً، الفندق برّر ذلك بأنها من أنقى أنواع المياه في العالم!
الموضوع أثار سخرية المُجتمع هناك، وبدأ طبيعياً أن كثيراً ممن يقصدون بهو الفندق يحملون (زجاجة ماء) من النوع الرخيص في أيديهم، حتى لا يقعوا ضحية الأسعار المُبالغ فيها، إلا أن هناك فئة (مخملية) تتلذّذ بدفع الـ(40 دولاراً) مقابل شربة ماء، كنوع من التميز!
في بهو أحد الفنادق بالرياض يبلغ سعر فنجان القهوة 60 ريالاً، بينما سعره في الخارج لا يتجاوز الـ6 ريالات، كما يتم تقديم قطعة الكيك بـ340 ريالاً بحجة أنها مُطعمة بشرائح من الذهب (على طريقة أنقى المياه أعلاه)! على بعد خطوات داخل نفس (بهو الفندق)، تُقدم القهوة العربية (مجاناً) مع حبات (التمر السكري)، مُفارقة عجيبة تجعلني (زبوناً دائماً) لركن القهوة العربية، بعد أن ألتهم حبات التمر بالطبع مع (الخواجات) وساكني الفندق، ثم أنضم بعد ذلك إلى أصدقائي (المخمليين) الذين يشربون (فنجان القهوة التركية) بـ60 ريالاً، على اعتبار أنهم يدفعون قيمة القهوة العربية التي شربتها، ضمن فاتورة (قهوتهم) المُبالغ فيه وهم لا يعلمون، هل يوجد كرم أكثر من هذا؟!
لأننا نفتقر لوجود (ضابط واضح) في كيفية تحديد قائمة و(مسطرة أسعار) الخدمات لدينا، وصلت لقناعة أنك قد تدفع تكاليف ما يتناوله أو يستمتع به الآخرون من حولك، دون أن تعلم!
من يُشرع، ويفرض أسعار الخدمات في أسواقنا وفنادقنا، يُحمّل التكلفة الإجمالية لمشروعه على كُل الخدمات -بطريقة غير عادلة- مما يجعلك تدفع تكاليف إضافية -أنت غير مُجبر على دفعها- وقد يتضح (المقال بالمثال) فأسعار الديكور، وملابس العاملين الأنيقة، وكثرتهم في كل زاوية وركن، والمسبح، و(الجيم) أو النادي الرياضي، وتقديم (قهوة مجانية)، وتعطير المكان (بالبخور والروائح العطرية) ...إلخ، ستدفع تكاليفها ضمن فاتورتك، حتى في المحلات البسيطة مثل (الحلاق) ونحوه.
نحن ننظر للخدمات المجانية على أنها (كرم)، ووسائل جذب نتيجة المنافسة الشديدة في أسواقنا، ولكن حقيقة الأمر أننا نحن (الكرماء) عندما يستغفلنا التجار!
وعلى دروب الخير نلتقي.