فهد بن جليد
أرجو أن يتمكن وزير الإسكان الجديد وفريقه، من رؤية كيف استطاعت شركة صينية بناء فيلا طابقين، خلال ثلاث ساعات فقط، مُعتمدة على تكنولوجيا الأبعاد الثلاثية، وهي الثورة القادمة في عالم البناء والهندسة المعمارية!
الأمر غاية في السهولة، فالتصميم الجديد يعتمد على الطابعات ثلاثية الأبعاد، والتي تنفذ 90 % من العمل، وبكلفة لا تتجاوز الـ(2115 ريالاً) للمتر المربع، شاملة الأعمدة والتصاميم الداخلية للجدران، والتمديدات الكهربائية والصحية، وديكورات وتمديدات المطبخ، ودورات المياه - أكرمكم الله - بضمانة تمتد لـ(150 سنة قادمة) على أن تكون قادرة على تحمّل الزلازل، والهزّات الأرضية، والأمطار والعواصف، وغير قابلة للاشتعال بالحريق لا قدَّر الله!
سبق أن قامت شركة (صينية) مُنذ عدة سنوات بالترويج داخل المملكة لمشروع مُشابه، ولكن مثل هذه الأحلام السعودية، والطموحات الصينية الاستثمارية اصطدمت ببعض العوائق آنذاك - كما يُقال - مما حرمنا من الحصول على منزل عصري بتصاميم منوّعة، يتم بناؤه وتجهيزه في مُدة قصيرة، وبأسعار مُنافسة؟!
أظن الفرصة سانحة اليوم مرة أخرى أمام (فريق الإسكان الجديد)، خصوصاً مع التطور التكنولوجي المُذهل، بأن نضع الحل الصيني في الحسبان - بالمناسبة هناك حلول أوربية وأمريكية مُشابهة - لتجاوز عقبات البناء، وصعوباته، بالاتجاه للمباني الجاهزة، والتي يمكن أن يتم تكييفها وفق ثقافة الشاب السعودي واحتياجاته، وخصوصاً أن هناك تجارب سكنية ناجحة لدينا في العديد من المباني الجاهزة مُنذ عشرات السنين!
الصينيون وضعوا خارطة عالمية جديدة لبناء المساكن العصرية والعملية، بكلفة أقل، ووقت قياسي، وجودة أكبر، وهو ما دعا منافسيها للسعي للاستفادة من التجربة، فالتقارير تتحدث أن دول مثل (ألمانيا وفرنسا) تنتهج ذات الأسلوب الآن، وربما تستنسخ التجربة الصينية!
يُقال إن الصينيين كانوا جزءاً من مشكلة تعثر المشاريع لدينا، بعد أن أخفقت شركاتهم في تنفيذ مشاريع حكومية، وهو ما أدى لخروجها من السوق السعودية بعد أن تعرضت لخسائر مادية، مُسندة تنفيذ ما تبقى من مشاريعها لمقاولين سعوديين من الباطن، أرجو أن لا تكون هذه التجربة عائقاً أمام استقطاب التكنولوجيا الصينية الجديدة في بناء المنازل!
هل يستطيع وزير الإسكان وفريقه أن يقدّموا لنا حلولاً (شبابية وعملية) شبيهة، لحل مُعضلة الإسكان، وتحقيق طموحات قيادتنا، وأحلام شبابنا؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.