أسعار النفط تهبط بسبب تهاوي أسهم الصين وتخمة المعروض ">
الجزيرة - الوكالات:
هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في نحو أربعة أشهر أمس الاثنين بعد تراجع حاد في أسواق الأسهم الصينية وأدلة جديدة على تخمة المعروض العالمي التي قلصت الأسعار إلى النصف على مدى العام الأخير.
يأتي ذلك فيما أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية في دولة الكويت أنس خالد الصالح أن البيانات النهائية التي أظهرها الحساب الختامي للإدارة المالية للكويت عن السنة المالية 2014 / 2015 والمنتهية في 31 / 3 / 2015 أظهرت عجزاً مالياً فعلياً قدره ( 721 . 2 ) مليار دينار ويعد الأول منذ السنة المالية 1998 / 1999.
وأفاد الصالح في تصريح صحفي أمس بأن تلك البيانات التي أقرها مجلس الوزراء أمس أظهرت ذلك العجز الفعلي الذي يعكس التراجع الواضح لأسعار النفط الخام ومن ثم تراجع الإيرادات النفطية التي تمثل أهم بنود الإيرادات العامة للدولة. وتوقع أن تشهد السنة المالية 2015 / 2016 عجزاً أكبر في ضوء استمرار التراجع الحالي لأسعار النفط ، مبيناً أنه بهذا الشكل يمثل العجز المالي للحكومة حوالي ( 6 ، 5 في المئة ) من الناتج المحلي الإجمالي تقريبا.
وهوت الأسهم الصينية أكثر من ثمانية بالمئة اليوم في أكبر انخفاض ليوم واحد في ثماني سنوات وسط تجدد المخاوف بشأن توقعات ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال كارستن فريتش محلل سوق النفط لدى كومرتس بنك في فرانكفورت «تراجع سعر النفط كان مدفوعا بالانحدار في أسواق الأسهم الصينية.» ولامس خام برنت تسليم سبتمبر أيلول أدنى مستوى لليوم عند 54.25 دولارا للبرميل منخفضا 37 سنتا ومسجلا أقل سعر له منذ الثاني من ابريل نيسان. وبحلول الساعة 0858 بتوقيت جرينتش تراجع برنت 15 سنتا إلى 54.47 دولارا. كان برنت أغلق يوم الجمعة عند 54.62 دولارا وهو أقل سعر له منذ 19 مارس آذار.
ونزل الخام الأمريكي لشهر سبتمبر أيلول 26 سنتا إلى 47.88 دولارا للبرميل.
والصين أكبر مستهلك في العالم للطاقة ومستورد كبير للنفط. ويخشى المستثمرون من أن انهيار سوق الأسهم قد يزعزع استقرار الاقتصاد الصيني ويخفض الطلب على الوقود. وتتسم إمدادات النفط العالمية بالوفرة في ظل تنافس كبار منتجي الخام في الشرق الأوسط على السوق وضخهم ما يزيد اثنين إلى ثلاثة بالمئة عن الطلب حسبما يقول المحللون.
وأظهرت بيانات حفارات النفط الأمريكية الأسبوعية يوم الجمعة إضافة 21 حفاراً وهو أعلى مستوى منذ ابريل نيسان 2014 مما يشير إلى مزيد من الارتفاع في إنتاج النفط الأمريكي.
وفي العراق تتجه صادرات حقول النفط الجنوبية إلى تسجيل مستوى شهري قياسي بعد أن تجاوزت الثلاثة ملايين برميل يومياً منذ بداية الشهر الحالي.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية إن محكمة مختصة بالقضايا الملاحية في مدينة تشينغداو الساحلية وافقت على نظر الدعوى التي اقامتها جماعة مدافعة عن البيئة ضد شركة النفط الامريكية العملاقة كونوكو فيليبس والشركة الصينية (سي.إن.أو.أو.سي) المحدودة. وذكرت الصحيفة ان المؤسسة الصينية للتنوع الحيوي والتنمية الصديقة للبيئة لن تطلب تعويضا ماديا في الدعوى لكنها ستطلب من الشركتين تحمل مسؤولية الضرر الذي وقع عام 2011 نتيجة البقعة النفطية التي حدثت في شمال شرق الصين. وأضافت ان هذه القضية ستكون أول قضية تقام من أجل الصالح العام ترفعها منظمة غير ربحية بشأن تلويث البيئة البحرية.
وتلاحق المزاعم القانونية الشركتين الأمريكية والصينية منذ حدوث تسربات نفطية في خليج بوهاي عام 2011 لوثت أكثر من 6200 كيلومتر مربع من المياه. وفي ديسمبر كانون الاول قامت مجموعة تضم 21 شركة صينية برفع دعوى تعويض قيمتها تزيد على 141 مليون يوان (22.7 مليون دولار) ضد الشركتين عن أضرار ألحقها التسرب بمزارعها الساحلية.
وفي ابريل نيسان 2012 أمرت هيئة المحيطات الصينية الشركتين بدفع 1.863 مليار يوان تعويضا عن الاضرار البيئية التي لحقت بالمنطقة وتمويل مشاريع حماية البيئة في بحر بوهاي. وتوصلت الشركتان ايضا الى اتفاق مع وزارة الزراعة الصينية في يناير كانون الثاني لدفع مليار يوان لتسوية مطالب تعويض متصلة بالتسرب الذي حدث في خليج بوهاي بشمال الصين.