سعد الدوسري
ظلَّ العيدُ يحلّق هائماً في فضاءات الزمن، إلى أن شارفتْ خيولُ «هتون» على الوصول للقرية الصغيرة.
سأل العيدُ أهلَ القرية:
- هل وصلتْ هتون؟!
أجابوه:
- ليس بعد.
- ومتى ستصل؟!
- ها هي الخيول تستريح من عناء الرحلة التي جاءت بها. ها هي على مقربة منا. نكاد نشم رائحة سريرها الصغير، المزدان بأزهار كل حدائق الزمن.
-سأستعد إذاً.
-يجب أن تفعل، فقدومها هو ميلادُ قدومك.
ذهبَ العيدُ إلى النهر. وبالماء المعطّر بأوراق التفاح والليمون، استحم.
وتحت شجرة اللوز اليانعة، استلقى لكي يجدد نشاطه.
وما هي إلاَّ لحظات، حتى نعس، ثم غفا.
حلم بأن الخيولَ تتسابقُ باتجاه القرية، وهتون تمتطي صهواتها، صهوةً بعد صهوة.
وفجأةً، لمعتْ عيونُ وحشٍ عملاق، كان يترصَّد لها.
ارتعبت الخيولُ، ثم هاجت،
كادت هتون أن تسقط بين الأقدام الخائفة،
لكنَّ فارساً مرتدياً حلةً من بياض، التقطها،
وحلّق بها إلى غيمة بعيدة،
هناك، خبأها، ثم عاد ليغرس سيفه في قلب الوحش العملاق.
صحا العيد، فوجد هتون تعبر بوابة القرية، ترافقها الغيوم.
ووجد الفارس، يصيح:
- هذا عيدُ حفيدتي، هذا عيدُ حفيدتي.