عبد العزيز بن علي الدغيثر
يعود علينا عيد الفطر المبارك ونحن - ولله الحمد - نعيش في بلادنا وتحت راية قيادتنا في أفضل الأحوال، في أجواء أسرية واجتماعية لا زالت - ولله الحمد - متماسكة ومتواصلة ولا زالت متمسكة بعاداتها وتقاليدها المختلفة في جميع المناطق، والكل عاش شهر الخير شهر الرحمة في أجواء روحانية ودينية لم تكن مستغربة، فهي مبنية على الفطرة. ولا يسعني في هذه المناسبة السعيدة إلا أن أقدم التهنئة والتبريكات لمقام الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو سيدي ولي العهد وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - وإلى جميع الشعب السعودي الوفي وإلى الأمتين العربية والإسلامية، داعياً المولى ان يعيده على الجميع ونحن في أفضل الحالات وبلاد المسلمين في وحدة وعزة ورفع كلمة التوحيد.
الأندية تحت الحصار
تعيش معظم الأندية الرياضية لدينا ان لم تكن جميعها في حالة استنفار وحراك وانشغال هذه الأيَّام بين شد وجذب في أجواء محيرة ومشحونة يطغى عليها العمل العشوائي المعتاد، بين بحث عن رعاة جدد يتحملون ولو جزءا بسيطا من التكلفة الباهظة وبين تلقي الشكاوي لتصفية حسابات بعض اللاعبين والسماسرة وبين المعسكرات الخارجية التي أصبحت نوعا من المباهاة والتسابق لإظهار الذات والتغني بلا ما تملك هذه الأندية.
ومن المؤسف أن جميع هذه الأندية مدينة وعليها مطالبات وديون غير مسبوقة، بل ان معظمها غارق إلى حد الثمالة، وهذا حال الأندية في كل موسم مطالبات وشكاوى وصراعات بين من يؤكد وبين من ينفي، وفي نهاية المطاف تذهب لتعسكر على حساب احدى الشخصيات مع تكفل آخر بمصروف ضئيل جداً لأفراد البعثة ثم العودة والبداية في موسم يغلب عليه الشحن والعصبية والتراشق وإلقاء التهم بسبب المشاكل المتراكمة والاستحقاقات المجمدة والمركونة، وفي النهاية يكتشف الجميع أن المعسكرات والرحلات والمصروفات مهما اختلفت كمية المبالغ هي بهرجة ورحلة سياحة، ولا يقاس المردود الفني الذي كسبه اللاعبون بقدر الجهد والصرف وكل موسم يعود التأهيل من الداخل بعد العودة وفي نهاية المطاف قد لا ينجح أحد.
نقاط للتأمل
- اليوم يعيد العالم الإسلامي ويحتفل في عيد الفطر المبارك رغم وجود أمم ودول لن تفرح بالعيد ولن تجد أطفالها ما كانت تجده في السابق، لوجود قلاقل ومحن وصراعات نسأل الله ان يعيدهم إلى صوابهم ويجمع كلمتهم ويوحد صفهم لما يحب ويرضي.
- مبروك للوطن مبروك للمسلمين جميعا وشكرا لمن أمر وصرف وأشرف مبروك لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، فالتوسعة غير المسبوقة لبيت الله الحرام واستمرار العمل وافتتاح الوالد سلمان الحزم والعزم خمسة مشروعات جديدة شيء يرفع الرأس لكل منتم لهذه البلاد الطاهرة.
- يحل علينا عيد الفطر المبارك بعد شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك وقد فقدت بلادنا كثيرا من أبنائها وشبابها خلال هذا الشهر، وقد يكون لرحيل أمير الدبلوماسية العربية والسعودية الأمير سعود الفيصل الأثر على الجميع لرجل خدم دينه وبلده وشعبه أربعة عقود من الزمن، حتى في عز مرضه كان حاضراً ومدافعاً وواقفا بما أوتي من قوة عن بلده، رحمك الله وجعل ما عملته لأمتك ودينك في موازين أعمالك.
- لا زالت الجماهير الرياضية السعودية تنتظر قرارا سياديا من القيادة الرياضية بإلغاء قرار لعب مباراة السوبر في لندن ونقلها إلى مدينة جدة، فالأجواء في جدة ليلا مقبولة حتى في شهر أغسطس فما ذنب الجماهير الكبيرة والعريضة ليتم حرمانها من مشاهدة اللقاء على أرض بلادها ولا سيما أن الفريقين سعوديان.
- الواضح ان رعاية الشركات التي أبرمتها إدارة نادي الاتحاد (جافة) بدون أي مردود مادي مجز، وجميعها بهرجة في بهرجة فشركة طيران الاتحاد ناقل وليست راعيا، وشركة بوبا تتكفل بعلاج اللاعبين وشركة الملابس والثياب ستقوم بتزويد النادي بتصاميم وشعارات، فأين المردود والمبالغ المنتظرة التي ستشبع جوع النادي الغارق بالديون غير المسبوقة.
- تقود بعض المؤشرات الى ان نادي النصر في طريقة للإبقاء على لاعبه الاورجويائي فابيان استويانوف لتعثر معظم المفاوضات مع بعض اللاعبين، وإذا ما صح الخبر فإنَّ موسم النصر سيكون صعبا وصعبا جدا بوجود محمد حسين وفابيان.. يا قلب لا تحزن الله يخلف على البطولات!!.
- تعيش الأندية الكبيرة أزمة حراس فالأهلي لا يجد المعيوف ويهدده، والنصر ينتظر عودة المصاب العنزي والاتحاد أصلا بدون حارس من الأساس، والشباب مع وليد عبد الله قصة غير، ويبقي الهلال على أمل استمرار تميز شراحيلي وان غاب راح فيها.. ابحثوا عن السبب!!!.
- يعترف معظم رؤساء الأندية بأن لديهم مشاكل مالية وان عليهم التزامات وان عددا كبيرا من اللاعبين ومديري الأعمال والأندية الخارجية قد قدموا شكوى عليها خارجيا وداخليا، ومع كل ذلك تؤكد لجنة الاحتراف خلو الأندية من أي شكوى.. أين الحقيقة؟؟.
خاتمة
كيف يكون للمستحيل معنى ولنا «ربٌ» يقول للشيء «كُنْ فَيَكُون».
وعلى الوعد والعهد في كل جمعة التقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي وكل عام وانتم بخير.