علي الصحن
ثلاثة أسابيع وتدورعجلة المنافسات المحلية من جديد، والبداية بمباراة السوبر التي بدأت إثارتها منذ أن حسم قائد الهلال الشلهوب ورفاقه أمرهم وعادوا بفريقهم للبطولات من جديد بعد غياب (طويل جداً) عن الذهب على فريق بحجم الهلال دام موسما واحداً (2014)، حيث ضربوا موعداً مع النصر في مباراة السوبر، ومباراة السوبر مرت الأسابيع الماضية بمخاض عسير وظلت حديث الشارع الرياضي بعد إعلان اتحاد الكرة إقامتها في العاصمة البريطانية حيث انقسم الناس ما بين رافض للفكرة ومؤيد لها قبل أن يصدر الاتحاد بياناً أعلن فيه رسمياً إقامة المباراة هناك بعد أن ساق مبررات غير مقنعة (من وجهة نظري).. لكنه كان يريد أن يقدم مبررات للقرار فقط.
المهم الآن والموسم يقترب وبعد أن اختار اتحاد الكرة أن يبدأ بضجة مباراة السوبر أن يتنبه الاتحاد الموقر إلى جملة الأخطاء التي وقع بها خلال إدارته للمنافسات المحلية خلال المواسم السابقة خاصة وأن مدة الاتحاد القانونية تقترب من النهاية، وما من شك أن لا شيء ينافس لجنتي الحكام والانضباط في الاتحاد في سوء العمل وتضارب القرارات، ولعل في اختيار خبير انجليزي للمشاركة في لجنة واستقالة رئيس اللجنة الأخرى مؤشرات على تغير طبيعة العمل فيهما، لكن ذلك لن يكون كافياً ما لم تكن هناك نوايا وتوجهات حقيقية لدى الاتحاد في نسج عمل كفء يتجاوز فيه أخطاء الماضي ويبرهن فيه على رغبته الحقيقية في تطوير الكرة السعودية التي ظل نتاجها النهائي في عصر هذا الاتحاد أقل من المأمول ودون المعقول... ويكفي فقط نتائج المنتخب السعودي الأول و تصنيفه في فيفا وبقاؤه دون مدرب رئيس منذ إقالة لوبيز كارلو في يناير الماضي.
النجاح في إدارة كرة القدم ليس صعباً، خاصة وأن معظم الأندية تريد ذلك، بيد أن ذلك لن يكون ممكناً متى ما بقيت أخطاء الحكام وأكرر (أخطاء الحكام) موجودة بالشكل الذي كانت عليه في الموسمين القادمين، إن في الصافرة المحلية أو في الصافرة الأجنبية، ودون محاسبة لحكام وقعوا في أخطاء عجزت لجنتهم عن تبريرها!! ولن يكون النجاح ممكناً متى ما صدرت القرارات وتضاربت ضد أندية وغضت الطرف أو مالت قليلاً مع أندية أخرى، والنجاح لن يتحقق إلا إذا أراد الاتحاد النجاح وعمل له وهيأ الأسباب الكفيلة بتحقيقه، وترك المجاملات جانباً.
هل قرأ اتحاد الكرة
بيانه عن مباراة السوبر؟
عندما قرأت بيان اتحاد الكرة بشأن مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر عدت فوراً لموقع الاتحاد على الانترنت للتأكد من أن مواقع الصحف والتواصل الاجتماعي التي نشرت البيان فور صدوره قد نقلته كما صدر من اتحاد الكرة... والمحزن أنه قد صدر من الاتحاد بنفس الشكل الذي كان عليه في تلك المواقع ومازال موجوداً بصيغته في موقع الاتحاد.
فالبيان عجز عن تحديد تسمية واضحة للمواجهة، هو يقول مرة (نهائي كأس السوبر) مع أن المباراة منطقيا ليست مباراة نهائية لبطولة قائمة بأدوار متعددة!! ويقول مرة (مباراة السوبر) ومرة ثالثة (مباراة كأس السوبر).. ويقول الاتحاد ضمن مبرراته لإقامة المباراة في لندن: (تسليط الضوء على المنافسات الكروية السعودية وتقديمها بصورة جيدة للعالم - إبراز قدرات اللاعبين السعوديين ومواهبهم وإظهار الصورة الناصعة لأبناء الوطن- استثمار هذه المناسبة للتسويق الجيد للاعب والنادي والمنافسة مما يعود بفوائد عديدة على الجميع)... والقارئ لهذه المبررات يدرك أن تصب في قالب واحد وأن كل مبرر تكرار للآخر ولكن بصياغة أخرى... أما مبرر (ملاءمة الأجواء ومناسبة ذلك مع معسكري فريقي النصر والهلال الخارجيان) فهو غريب ويناقض كل عمل الاتحاد فهل الأجواء الملائمة لمباراة السوبر دون غيرها من المباريات، وهل أجواء المملكة غير مناسبة لمباراة السوبر؟؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف تكون مناسبة لباقي المنافسات المحلية والقارية والدولية التي تقام في المملكة؟؟ وهل غابت مناسبة الأجواء عن فيفا وهو يقرر إقامة مونديال 2022 في قطر وفي شهر يونيو أيضاً!!: ومن وجهة نظري أن الاتحاد لو اكتفى بسوق مبرر العائد المالي للفريقين وللاتحاد والطلب المقدم من طرفي اللقاء لكانا كافيين، حتى لا يكرر مبرراته ويقع في أخطاء تسيء له.
ما سبق بجانب أخطاء إملائية وأخطاء في الصياغة يوجب على اتحاد الكرة أن يعيد دراسة البيانات الصادرة عنه وأن يكلف بها لجنة مختصة وليس مجرد كاتب (مع فائق احترامي له) فالبيانات الإعلامية الصادرة عن أي جهة تعكس للمتلقي كيف تدار الجهة وكيف تصدر قراراتها.