فهد بن جليد
أشهر قضية كافحتها (بلدية دبي)، وحذَّرت منها خلال شهر رمضان الماضي، هي ترويج بعض المشاغل ومراكز التجميل لاستخدام (طلاء أظافر إسلامي)، يدّعي مروّجوه أنه شفَّاف لا يمنع دخول الماء والهواء عند الوضوء، مُستغلين مشاعر النساء في الشهر الفضيل، وقربهنّ من الله!
أسهل طريقة للكذب علينا، هي إقحام (الدين) برأي مُضلّل و مكذوب، والسبب هو معرفة الكاذب أن الناس (مُتدينّة)، وتخشى الله، وتقف عند حدوده عندما تُذّكر به، لذا يهرب الكاذب إلى مُربع الدين ليتلبسه (بُهتاناً وزورا)!
مُعظم من استغلونا امتطوا (مطية الدين)، فالتاجر يكذب باسم الدين ليروّج لبضاعته، وصاحب المصلحة والهوى يُدلس علينا بأن ما يقوله هو (رأي الدين) ولا يجوز مُخالفته، وكذلك الخوارج من أصحاب الفكر المُنحرف جاءوا بفكر ضال، يكفّر العلماء الأخيار المُعتدلين، وكل من يسير على منهج محمد صلى الله عليه وسلم، ليجعلوا من قتل الأبرياء، وتكفير المُجتمعات، وتفجير دور العبادة، وإرهاب المُصلين، والاعتداء على رجال الأمن ومن يحرسون ثغور المُسلمين وحدودهم، عملاً جهادياً، وكأننا، وعلماءنا، وولاة أمرنا ممن لهم في عنقنا بيعة - خارجون عن الدين - في نظر هؤلاء المُحتالين، وأن ما جاء به هؤلاء هو الدين الصحيح!
هل رأيتم أبشع من استغلال الدين بهذه الطريقة؟!
نحن أكثر مُجتمع عانى من فكر الخوارج، فقد غسلوا عقول بعض أبنائنا وفخّخوها، قبل تفخيخ أجسادهم البريئة، كُل هذا باسم الدين، واستغلالاً لعاطفتنا الدينية، كمُجتمع تربى أفراده مُنذ الصغر على احترام (المشايخ والعلماء) وتوقيرهم، والاصطفاف خلف ولاة أمرنا، المُتبعين والمُطبقين لشرع الله منهجاً ودستوراً لهذه البلاد المُباركة مُنذ تأسيسها، مع ضرورة لزوم جماعة المُسلمين، ولكن هؤلاء (الخوارج) أصحاب منهج مُنحرف، يستغلون سذاجة البعض وعاطفتهم، ليحولوهم إلى قنابل موقوتة، وأدوات شر وفساد تُحارب - ما أنزل الله - بستار ظلامي سوداوي (لدين مُشوّه) شوش على عقول هؤلاء للأسف ؟!
تحصين أفراد المجتمع أولاً، وثانياً، وثالثاً هو ما نحتاجه اليوم، ثم فضح ومُحاربة كُل من يستغل الدين، والتحذير منه، حتى لو كان فقط يدّعي كاذباً أنه يبيع (طلاء أظافر إسلامي)!
بهذه الطريقة نمنع استغلال عقول بعضنا فيما هو أكبر - لا سمح الله - من الخوارج والإرهابيين!
وعلى دروب الخير نلتقي.