فهد بن جليد
السيناريو الذي نشرته (الزميلة عكاظ) حول الكشف عن استخدام طائرة صغيرة ذات (أربع مراوح) يتم التحكم بها عن بعد (بالريموت كونترول) في مواقف أحد الأسواق المجاورة لسجن (بريمان) بجدة، لتجاوز أسوار السجن، وتهريب الحشيش والمخدرات للنزلاء في أحد العنابر - أمر مُخيف ومُقلق - يكشف لنا جانبا جديدا من طريقة تفكير هؤلاء المُروجين للسموم والمخدرات؟!.
الفكرة (هوليودية بامتياز)، وتجار المخدرات لا يتوانون أبداً عن استخدام أي طريقة أو أسلوب يحقق لهم أهدافهم الشريرة، مهما كان قذراً أو غير أخلاقي، فقد استغلوا الأطفال والنساء سابقاً, وانتهكوا حرمة (المصاحف)، وحاولوا التضليل على رجال الجمارك في المنافذ بكل الطرق والوسائل، ففي كل يوم نكتشف طريقة جديدة، يحاول معها هؤلاء استهداف وطننا، وأمن مجتمعنا!.
في القصة يتضح جلياً يقظة رجل الأمن في برج مراقبة (سجن بريمان) والذي اكتشف الطائرة وهي مُحملة (بالحشيش والمخدرات) وهي تهبط على سطح أحد العنابر، قد تكون هذه ليست المرة لأولى، كون المجرم ومساعديه يقومون بتهريب المخدرات إلى داخل السجن، حسب طلب المساجين، وتحويلاتهم المالية لحساب زعيم العصابة، ولكن الأهم أن الأمر اكتشف، لحمايتنا من هذه الآفات والسموم!.
(العقل المدبر) لهذه العملية - بحسب الخبر - اشترى 13 طائرة من هذا النوع، من مُقيم لبناني بطريقة غير نظامية، ونقل بعضها خارج جدة، هذه الطائرات الصغيرة والتي عادة ما تُستخدم في التصوير الجوي، يجب معرفة مصيرها؟ وأين هي الآن؟ لأنها وقعت في يد هؤلاء الأشرار الذين قد يستخدمونها ويستغلونها بطرق غير أخلاقية؟!.
المخدرات خطرها يُهدد المُجتمع ككل، ولا يقتصر على مُتعاطيها فقط، فهي (أم المصائب) التي تحرك الإرهاب، لا سيما وأن التقارير تكشف يوماً بعد آخر، أن نسبة كبيرة جداً من (الإرهابيين المُتشددين) هم من مُتعاطي المُخدرات أصلاً، بل إن تعاطي الحشيش من الأمور المتعارف عليها بين هؤلاء، فالتأثير العقلي الذي تتركه المخدرات يجعل مُتعاطيها مسلوب الإرادة، ليرتكب أي حماقة دون إدراك لحجم وخطر الجريمة التي يقوم بها، والتي قد تمس أقرب الناس إليه، لتصنع نهاية مأساوية في الغالب؟!.
(المخدرات والإرهاب) بينهما (خيط رفيع)، لا يعرفه سوى من يشتغل بمكافحة (الداءين معاً)؟ فمتى ما وقع إرهاب أبحث عن (المُخدرات أولاً)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.