فهد بن جليد
فكرة جميلة حول خصومات وتذاكر طيران مجانية، يقدمها مكتب للسفر والسياحة بالقصيم، في حال مرافقة (كبير السن) لعائلته أثناء سفرهم للسياحة في الخارج!.
الهدف هو تشجيع العائلات على الاهتمام بكبار السن، وتقديم خصومات لمرافقتهم أثناء السفر، ومُحاربة العزلة التي وضعها بعضنا عليهم للأسف، وهي تصرفات مُزعجة نسمع عن انتشارها بين بعض الأسر، ترفع خلالها لاءات في وجه (كبير السن) على طريقة: لا للمشاركة في المناسبات العامة والتجمعات، لا للخروج أمام الضيوف خوفاً من حوارات غريبة بسبب تأثير الزهايمر أو خلافه، لا لمرافقة العائلة في السفر نهائياً، مُعتقدين أنه بتأمين خادمة أو خادم لكبير السن قد انتهت المسؤولية، وبرأت الذمة !.
لا توجد أرقام أو إحصائيات لعدد العائلات التي تترك (كبار السن) خلفها عندما تسافر، ولكن المُشاهدات، وبعض القصص التي نسمع عنها مُحزنة ومؤلمة، فيما يُشبه الهروب الكبير للعائلات وترك (كبير السن) في عزلة قاتلة، والحجج غالباً ما تكون واهية، بسبب المشقة عليه، وحاجته للنوم والراحة فترة أطول في الفراش، وصعوبة تنقله، والمؤلم عندما يُجيبك أحدهم (رايحين نستأنس)، وكأنّ كبير السن هو جالب الهموم بيننا؟!.
معرفة شرف ومكانة الكبير (سناً وقدراً) هو من الدين، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من الأخلاق والسمات الأصيلة للعرب التي تنزل كبارها منازلهم، والمُحزن أكثر عندما نُسافر إلى أوروبا ونُشاهد كيف يهتم الغرب بكبار السن، الذين يتمتعون بأولوية واهتمام، ألا يُخجلنا هذا؟!.
دراسة بريطانية تؤكد أنّ العزلة والوحدة التي يُحاط بها كبار السن, قد تؤدي (لموتهم) مُبكراً!.
الباحثون توصلوا إلى أن مشاركة العائلة نشاطاتها ورحلاتها، تساعد كثيراً في تحسن المزاج والشعور بالتكيف، وتجاوز الصعوبات عند (المُسن) بعكس الوحدة التي تسبب أمراض القلب، والرئة، وقد تقود للموت البطيء!.
نحن في حاجة لسن تشريعات وأنظمة تضبط التعامل مع كبار السن، وتُلزم ببرّهم خصوصاً الوالدين، وينقصنا الكثير من الجمعيات والمؤسسات المدنية التي تدافع عن حقوقهم، وتطالب بها في حال عجزهم عن ذلك، مع كثرة (الأبناء العاقين)!.
كُلنا سنصل إلى مرحلة سنية كبيرة - إذا أمد الله في أعمارنا - ولن يُرضينا أبداً مثل هذا التعامل من أبنائنا أو أحفادنا، فكيف نرضاه اليوم (لأب أو جد أو أم)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.