جاسر عبدالعزيز الجاسر
رغم كل ما تم من تطهير للمتسلقين في مصر بعد ثورة 30 يونيو، والذي فجرها الشعب المصري لإبعاد الطحالب الذين استغلوا ثورة 25 يناير، إلا أن ما تم إبعاده يخص تياراً واحداً في حين استغل الآخرون خلو الساحة ليعيثوا فساداً بمصير مصر وشعبها ومصالحها، مقابل ما يقبضونه من أجور مدفوعة سلفاً.
ليس جديداً في مصر وغير مصر تفشي الارتزاق السياسي، إلا أن في مصر تفوقت جماعة بعينها في أداء هذا الدور، لهم ماض سياسي ذو لون واحد يعتمد التنظير والجلوس في المقاهي، ويستعمل المنتديات للترويج لمن يريد أن يوظفهم، يحملون أوصافاً ويُطلَق عليهم ألقاب، إلا أن المصريين اختصروا كل ذلك بمصطلح واحد هو مصطلح (النخب السياسية)، وإطلاق كلمة النخب يراد به السخرية وليس التميز، فالمعروف أن الناشط السياسي دوره أن يعمل من أجل المواطنين بأن ينخرط في صفوف الجماهير ويعمل من داخلهم، ولا يقتصر دوره على الجلوس في برج عاجي يلتقي مع عدد محدود يتبادلون التنظير وإطلاق المصطلحات خدمة لتوجهات سياسية معينة، وعادة ما تكون اجتماعاتهم ولقاءاتهم في المقاهي والفنادق، وقد اختيرت ساقية الصاوي والتي تتصف بتقديمها فعاليات نخبوية، كمسرحيات سياسية ومعارض فنية مؤدلجة وندوات سياسية وأدبية موجهة، وأصبح مكان (ساقية الصاوي) مركزاً لمن يطلق عليهم بالنخب السياسية والثقافية المؤدلجة، وهو ما ساهم في عزلة مرتادي (الساقية) والمشاركين في فعالياتها، ولأن أصحاب هذه الساقية ومن أوجدوها جاهزون لخدمة التوجهات السياسية المعينة لمن يدفع أكثر، فقد نظم في ساقية الصاوي قبل أيام معرض عن اليمن أقامه الحوثيون ومن ورائهم الإيرانيون وبقايا اليسار المصري الذي تحول العديد من رموزه إلى متسولين على أبواب السفارات، وبالذات مقر رعاية المصالح الايرانية (السفارة الإيرانية).
المعرض استضافته ساقية الصاوي واحتضنه مرتزقة السفارات، وهؤلاء بما فيهم مرتادو ساقية الصاوي تبنوا الرواية الإيرانية وعملاؤهم الحوثيون من تعرض اليمن إلى عدوان سعودي رغم أن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن الحوثيين أطاحوا بالحكومة الشرعية وانقلبوا على الرئيس عبد ربه منصور هادي واحتلوا المدن اليمنية بدءاً بصنعاء مروراً بعدن وتعز ومأرب وقبلهما عمران وصعدة والحديدة، وأنهم أوصلوا اليمنيين إلى حافة الجوع، وأن المملكة العربية السعودية التي تتعرض أراضيها إلى هجمات عدوانية مستمرة تسببت في استشهاد عدد من أبنائها، وأنها ومن خلال استشعارها بواجبها الديني والقومي وواجبات الحوار تساعد المملكة اليمن وشعب اليمن وحكومته لتطهير اليمن من الانقلابيين وعملاء إيران، وتبني نخبة ساقية الصاوي عقد منتدى وإقامة معرض عما زعم (العدوان السعودي) في قلب القاهرة في ضاحية الزمالك في (ساقية الصاوي) عمل عدائي ضد السعوديين جميعاً، وإهانة لشهدائهم الذين ضحو بأرواحهم للدفاع عن وطنهم، وإذ قيل لنا ذلك نوع من حرية الرأي، فهل يرضى المصريون أن يقام معرض عن العمليات الإرهابية التي تشهدها سيناء ضد أبناء الشعب المصري وضد أبناء القوات المسلحة المصرية، معرض تقلب الحقائق فيه وتزور وتظهر عكس الحقيقة، كما أظهر معرض ساقية الصاوي وأساء فيه للسعوديين وشهدائهم.
إذا كان نخب ساقية الصاوي ومرتادوه يعتقدون أنهم يبتزون المملكة العربية السعودية بإقامة مثل هذه المعارض فيجب أن يفهموا أن زمن هذه الأساليب قد ولى، ولن ينفع إعادة أساليب فلول مرتزقة السياسة المترددين على ساقية الصاوي.