جاسر عبدالعزيز الجاسر
تقول عنه حكيم الدبلوماسية، أو تصفه عميد وزراء الخارجية، بل تصفه بعميد الدبلوماسية العالمية، وتقول عنه الرجل الأمين.. فكل هذه الصفات تنطبق على الأمير سعود الفيصل، أمير الدبلوماسية العربية والدولية والإسلامية الذي قضى أكثر من خمسة عقود يقود سفينة السياسة السعودية، ويدافع عن القضايا العربية والإسلامية.
سعود الفيصل الفارس النبيل، وصمام الأمان للمنطقة العربية وللمحيط الإسلامي وإقليم الخليج العربي، التي ظل الأمير سعود الفيصل مهموماً بقضاياها، يتابعها ويستنبط الحلول لها ويدافع عن مصالحها.
هذا الرجل الخبير رحل عنا وترك المنطقة مشغولة بهمومها، فبعد أكثر من خمسين عاماً ترك الأمير سعود الفيصل تراثاً دبلوماسياً يجدر بنا عبر وزارة الخارجية أن نوثق أعماله وسيرته، فهي نبراس ومدرسة لرجال السياسة والدبلوماسيين.
سعود الفيصل الذي جعل من الطائرة مكتباً له، فلا يستقر في بلد حتى يتوجه إلى بلد آخر، يشارك في المؤتمرات السياسية ويبذل جهوداً مضنية حتى يقنع زملاءه برؤية المملكة الحكيمة التي رسخ نهجها وجعل الدبلوماسية السعودية قاعدة سياسية في المحيط الإسلامي، بل والفضاء الدولي، وبقناعة تامة وإيمان بجدوى أسلوب ومدرسة سعود الفيصل، تبنى زملاؤه وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون نهجه وطريقة معالجته للأمور، وهو ما أكده سمو الشيخ صباح الخالد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أكده ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
وتأثير سعود الفيصل السياسي والدبلوماسي لم يقف عند حدود وزراء الخارجية العرب والخليجيين والمسؤولين الإقليميين، فالكلمات التي رثاه بها أمين عام جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى والحالي نبيل العربي وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني رد دين من رجال ودبلوماسيين عملوا مع سعود الفيصل وخبروا معدنه حتى أصبح مرجعاً سياسياً ودبلوماسياً، وهو ما أشار إليه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري الذي قال بعد ترجله من إدارة وزارة الخارجية السعودية، إنه سيحرص على استشارة الأمير سعود الفيصل والاستفادة من خبرته في التعامل مع القضايا الدولية.
رحل سعود الفيصل وترك إرثاً الدبلوماسياً وسياسياً، ومئات التلاميذ من زملائه وأبنائه سفراء المملكة ودبلوماسييها الذين سيكونون أمناء على ترسيخ مدرسته الدبلوماسية التي ستظل مفخراً لكل السعوديين.