هدى بنت فهد المعجل
سُئِل الداعية «عمرو خالد» يوماً: ما القيد الذي سوف تساعد الشباب على فكّه هذه المرة؟. فأجاب: عدم وجود هدف في الحياة.. ولذلك أدعو كل شاب إلى تسجيل هدفه في الحياة كتابة على الورقة ويُعلِّقها أمام عينيه في غرفته.. أنت لو عندك هدف فسوف تكون إيجابياً. ولو عندك هدف فسوف تتقن عملك. ولو عندك هدف فستشعر بالمسؤولية. ولو عندك هدف فستكون جاداً.
ولو عندك هدف فستحافظ على وقتك. لهذا أدعوك أن تكتب هدفك، وتضع خطة لتحقيقه. لا بد أن تكون لك قيمة وإنجازات وبصمة على الحياة». لا شك أن وجود هدف أفضل من عدم وجوده، بشرط أن يعبر الهدف عن قيمك الحقة، ويتلاءم مع رؤيتك للشخص الذي تود أن تكون عليه في حياتك، أيضاً ينبغي أن نأخذ من غيرنا ما يمكن أن نطور به ذاتنا ونحسّن واقعنا. مثال: في بعض دول الغرب حصة أسبوعياً في المدارس لتعليم الطفل من سن 9 - 12 كيف يكون له هدف في حياته.
1 - أن تكون الأهداف لها علاقة بالصالح العام للبشرية، غير ذلك لا فائدة منها.
2 - معرفة مدى رغبتك في الهدف، وهل أنت على استعداد لأن تدفع ثمن هذا مقدما للحصول عليه.
3 - صنع بطاقة لكل هدف بخط كبير وتعليقها في المكان المحيط بك.
4 - كتابة الأهداف في صيغة الحاضر كما لو أنك تنجز هذه الأهداف بالفعل.
5 - تحديد هدف بعيد المدى، فمن يفعلون ذلك يكونون أقرب للنجاح. مثلاً إحدى الشركات اليابانية كتبت هدفاً يوم إنشائها منذ 25 عاماً نصه: (أن يكون المنتج الياباني هو المنتج رقم 1 في الأسواق الأمريكية). كذلك محمد الفاتح 26 سنة وضع هدفه: فتح القسطنطينية، وحقق الهدف.
6 - مراجعة الأهداف بطريقة منتظمة للتأكد من فاعليتها.
7 - اختر هدفاً سيكون له أعظم الأثر الإيجابي على حياتك إذا ما حققته.
8 - وضع خطة لتحقيق هدفك الكبير، وزود الخطة بمواعيد محددة للإنجاز.
9 - اتخذ خطوة نحو هدفك على الفور.
ولنا في قصص الرواد والحكماء أفضل العبر والتي منها:
- د. مارتن لوثر كنج قال: «إذا دعي الرجل ليكون كناساً في الشوارع، يجب أن يكنسها بنفس مهارة مايكل أنجلو وهو يرسم لوحاته، أو بيتهوفن وهو يؤلف موسيقاه، أو شكسبير وهو يكتب الشعر. يجب أن يكنسها جيداً بحيث يتوقف كل من يراها (أي الشوارع) ويعلق قائلاً: هاهنا عاش كنّاس عظيم، أدى مهمته بإتقان وبراعة).
- كان في الأندلس رجل اسمه «مروان الحمّار» يقوم بنقل الناس من مكان إلى مكان على حماره.
جلس يوماً ومعه اثنان من زملائه الحمّارين فقال لهما: هل يقول كل منكما أمنيته؟ قالا: وما أمنيتك؟ قال: أمنيتي أن أكون حاكم الأندلس، فتضاحكا عليه، قال صديقه الأول: لو نجحت في الوصول إلى هدفك فاجعلني كبير الحمّارين.
وقال الثاني: ركّبني الحمار بالمقلوب واجعل الناس تضحك علي. ومرت الأيام والتحق «مروان الحمّار» بالشرطة وتدرب وترقى حتى صار رئيس الشرطة ثم أصبح وزيراً ثم حاكماً اسمه «الحاجب المنصور» وقد حكم الأندلس كلها، ثم استدعى زميليه، الأول عينه كبير الحمّارين كما تمنى، والثاني أركبه حماراً بالمقلوب ودار به.
ولأن لـ(اللياقة العقلية) دوراً في تحقيق الهدف كانت القراءة أس اللياقة، قال أوليفر هولمز: «متى اتسع عقل الإنسان بفكرة جديدة، فمن المستحيل أن يعود إلى أبعاده الأصلية مرة ثانية».
أحد الحائزين على جائزة نوبل للسلام عندما سئل: متى تقرأ؟. أجاب: «بل متى لا أقرأ.
فأنا أقرأ عندما أستيقظ من النوم في الصباح، وعندما يسعني ذلك أثناء اليوم، وفي كل مساء.
كما أنني أقضي معظم الوقت في عطلات نهاية الأسبوع في قراءة كتب عظيمة.
إن الكتب هم رفقائي الدائمون». ثم أردف قائلاً: «لو أنك أكلت ثلاث مرات في اليوم، فسيتغذى جسمك.
ولكن لو أنك قرأت ثلاث مرات في اليوم، فستصبح حكيماً».
فهل نحسّن علاقتنا بالقراءة أو نجددها..؟؟!