سعد الدوسري
كنا نظن أن الحوادث في شهر رمضان تتركز في الساعة الأخيرة من الصيام، نظراً لزيادة نسبة الجفاف في الجسم، ولزيادة نسبة إفراز هرمون جريلين في الدم، وهو الهرمون الذي يزيد نسبة التوتر وحجم الإحساس بالجوع، إلاَّ أن متابعة أخبار الحوادث، تؤكد عكس ذلك. فهناك نسبة لا يستهان بها من الحوادث قبل السحور، وقد تنافس عدد الحوادث قبل الفطور. وكان آخرها الحادث الذي وقع في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل أول من أمس، وهو حادث دهس لامرأتين، بنت ووالدتها بحي البشر بمدينة بريدة أثناء قطع الطريق القادم من أحد المخابز التابعة للحي، مما يعني أن الصيام ليس المسبب الوحيد للحوادث المرورية المتزايدة في رمضان.
في رمضان، الذي يصادف الإجازات المدرسية، تكون لدينا مشكلة كبيرة في عملية ضبط الأطفال والفتيان والشباب. فتراهم يتجولون في السيارات بلا هدى، ابتداءً من العاشرة مساءً وحتى الصباح. كما تكون لدينا مشكلة أكبر مع الموظفين الذين يعانون من مشاكل زيادة إفرازات جريلين، ابتداءً من بعد صلاة العصر وحتى وقت الإفطار. وهذا يعني أننا نعاني طيلة الوقت من التهور المحتمل لقائدي السيارات الصغار والكبار، نهاراً وليلاً. ولا يمكن أن تكون هناك حلول لهذه المعاناة، ما لم تتظافر جهودنا كأفراد مع جهود المؤسسات المعنية، عبر رقابة صارمة ورادعة من قبل الأسرة على استخدام الأبناء للسيارات، ورقابة حازمة وشديدة واستباقية من قبل المرور على قائدي المركبات المخالفين للأنظمة.