سعد السعود
يبدو أنه كُتب على الشبابيين دون غيرهم من مشجعي الفرق أنهم في كل صيف يعانون من صداع موسمي.. وذلك بين مد مفاوضات لنجومهم وجزر الإشاعات حول لاعبيهم.. بل إن الدوامة كلها تدور في الأغلب حول لاعب واحد.. 8 سنوات وربما تزيد.. وحسن معاذ يتنقّل في الصحف بين أندية الوطن.. ويوقّع في الأنباء والأخبار مع كل الفرق.. في حين أنه لازال لاعباً في فريقه.. يسهم معه في انتزاع البطولة تلو البطولة.. على الرغم أن تلك السنين - صراحة - لم تكن شمس أيَّامها كلها صحوا بين اللاعب وناديه.. بل شابها في أحيان بعض المنعطفات.. لكن لأن ربان تلك السنين كان ماهراً.. استطاع تجاوز كل تلك المطبات.. وحافظ على اللاعب بل وجدد معه لسنوات.
لكن ما يجعل الأمر يعود للواجهة في كل مرة.. هو أحياناً ما يصنعه اللاعب نفسه من تصاريح وتلميحات عن رغبته بالانتقال بالإضافة لإحجامه عن الخروج للإعلام وإعلان تمسكه بفريقه.. وأحياناً أخرى هو عدم حسم مسيري النادي العاصمي للأمر وقطع دابر كل خبر مما جعل لعاب الفرق الأخرى يسيل تجاهه.. حتى غدا خبر انتقال حسن معاذ فاكهة الصيف المعتادة.. والتي تتناوب على تناولها صدور الصفحات.. ويستلذ بتذوق طعمها القراء والمتابعون.. في حين يرمقها بخوف وترقب كل مخلص للنادي الأكثر عراقة في العاصمة.
وحتماً حال كهذا متكرر وكل موسم سيصيب المشجع الشبابي بالقلق.. وسيغزو رأسه بسببه الصداع.. خصوصاً وتعدد الضربات بالانتقالات في مواسم خلت لم تنس بعد.. لتختم هذا الموسم بانتقال نايف هزازي قبيل أيَّام في أسوأ مشهد.. ليعود وبغزارة قلق السنين للواجهة من جديد بمضاعفات أشد وأقسى.. وتعود أعراض الصداع ولكن بشكل أقوى.. والخوف كل الخوف أن أركان الليث تتهاوى.
المدهش في الأمر ويا للمفارقة وفي مشهد قمة في الغرابة نجد أن أغلب الشبابيين يتمنون دون سواهم انتهاء فترة التسجيل عاجلاً رغم أن الفريق لم يوقع بعد مع أي لاعب أجنبي حتى هذه اللحظة.. وكل ذلك بسبب خوفهم من انتقال أحد نجوم فريقهم المحليين.. بعدما أصبح الفريق وكأنه محل تبضّع للمنافسين.. وأضحى لاعبوه أشبه بالسلعة التي تتناقلها المواقع.. وتحرّج عليها حسابات التواصل الاجتماعي للإعلاميين بلا تحفظ.. ولم يعد - مع كل هذا الضجيج المسموع - يجدي أي نفي لانتقال نجم.. خصوصاً أن التجارب السابقة وأقربها انتقال نايف هزازي التي تسابق المسؤولون في الفريق على نفي انتقاله.. أثبتت أن أي نفي في الشباب لا يعني أكثر من حبر على ورق.. حتى تثبت صحته.. وذلك لن يكون إلا عندما توصد فترة التسجيل أبوابها.. عدا ذاك فلا شيء مضمون مع صنّاع القرار في البيت الأبيض.
خلاصة القول.. حسن معاذ لازال لديه في عقده عامان.. هو اللاعب الأول في مركزه محلياً وربما خليجياً.. من العبث التفكير بانتقاله.. بدلاً من المحافظة عليه حتى اعتزاله.. عامان كاملان يتم خلالهما محاولة التجديد معه مع استمرار خدمته للكيان فعقده ملزم حتى نهاية عام 2017.. وإن لم يحصل اتفاق طوال العامين عندها يتم عرض الحد الأعلى له قبل دخوله فترة الستة أشهر.. ليضمن ناديه بعدها إما بقاؤه أو رحيله، ولكن بعدما يخدمه لعامين قادمين يحصل النادي في نهايتهما من أي فريق مشترٍ على مبلغ 12 مليونا حسب أنظمة الاحتراف.. فهل يفكر صانعو القرار في التعاطي مع الأمور بمنطقية؟ أم يكون الرحيل للمنافسين بمثابة الهدية؟.
أخيراً همسة في أذن كل صاحب قرار في الشباب.. من الرموز وأعضاء الشرف وحتى أصغر مسؤول في النادي.. الفريق يحتاجكم.. الموسم لم يبدأ بعد.. والملفات لازالت مفتوحة على مصراعيها بلا إغلاق.. والفرق الأخرى انتهت أو كادت من جميع متطلبات موسمها القادم وبدأت الاستعداد بكل قوة.. في حين لازال الليث يكتب مقدمة معسكره على استحياء.. وأغلب الأدوات لم تستقطب بعد.. فكيف مع هكذا حال لا تسر أي عاشق شبابي يمكن أن يكتب الفريق فصلاً من فصول المنافسة على البطولات.. عفواً ولكن بكل صراحة إن لم تتغير الأوضاع داخل القلعة البيضاء عمّا هي عليه.. فمن الآن أقولها لمحبي الليث: لا تتأملوا كثيراً في الفريق، فالواضح أنه سيكون موسم آخر للنسيان.
آخر سطر:
«أي نادٍ يتجرأ ويفاوض لاعباً من الفريق الشبابي.. فسأفاوض لاعبي فريقه كلهم» - خالد البلطان.