جاسر عبدالعزيز الجاسر
في محاولة افتراضية للحوار مع من يتزعمون اعتراضات جماعات حقوق الإنسان ومنظمات الدفاع عن الحريات، نتساءل عن كيفية التعامل مع من يقدم بوعي تام وفهم للإضرار بوطنه وأبناء وطنه، ونتساءل عن كيفية التعامل مع ثلاث حالات إجرامية أقدمت على ارتكابها جماعات إرهابية في ثلاثة بلدان عربية، وهي:
1 - محاولة إرهابية لتعطيل الملاحة في قناة السويس، وقد تم توقيف 13 عضواً من جماعة الإخوان المسلمين من بينهم موظف يعمل في هيئة القناة، وقد كشفت تحقيقات النيابة أن المتهمين زرعوا عبوات ناسفة في محطة للصرف الصحي، وفي الشواطىء على سواحل القناة، وفي أماكن أخرى بمحافظة السويس والإسماعيلية.
2 - وفي الأردن، تُواصل الأجهزة الأمنية الأردنية تتبع الجريمة التي كانت جماعة (فيلق القدس) الإيرانية تنوي تنفيذها في الأردن وبالتحديد في منطقة جرش، وقد بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية يوم الاثنين النظر في القضية المتهم فيها خالد كاظم الربيعي، وهو عراقي أدخل 45 كيلو غراماً من المتفجرات لاستعمالها في تنفيذ عمليات إرهابية في الأردن.
3 - وفي المملكة العربية السعودية، عاقبت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة وسيط سلاح (سعودياً) كان يخطط لتزويد إرهابيين بعشر قواعد و100 قذيفة من سلاح الـ(آر.بي.جي) إضافة إلى 40 صندوق ذخيرة رشاش، مقابل مبلغ مالي حُدد بـ 56 ألف ريال.
مهرب السلاح السعودي كان ينوي إدخال تلك الأسلحة من اليمن وإيصالها إلى إرهابيي العوامية في المنطقة الشرقية.
ثلاث حالات كل منها لو نجحت لشكَّلت اختراقاً أمنياً خطيراً للبلدان الثلاثة مصر والأردن والسعودية، إذ إن نجاح الإرهابيين في تنفيذ تفجيرات في محيط قناة السويس وداخل المجرى الملاحي سيدمر الاقتصاد المصري الذي يُعاني جراء العمليات الإرهابية المتتالية للإرهابيين فضلاً عن ضحايا تلك العمليات.
والعملية الإرهابية التي كشفها الأمن الأردني والتي كان إرهابيو فيلق القدس الإيراني يزمعون تنفيذها في الأردن تقول عنها المصادر الأردنية بأنها عملية خطيرة أُوكل تنفيذها للعناصر الإرهابية العراقية واللبنانية المنخرطة في تنظيمات فيلق القدس الذي أنشأته إيران لتنفيذ الأعمال الإرهابية في الدول العربية، وجميع عناصره ممن يؤمنون بنظرية ولي الفقيه التي شقت صفوف الشيعة العرب الذين يرفض أغلبهم هذه النظرية التي تعطي مرجعهم قدسية تصل إلى حد العصمة التي لا ينالها إلا الأنبياء.
والعملية الإرهابية الإيرانية التي كان فيلق القدس الإيراني ينوي تنفيذها في الأردن تشمل عدة عمليات تبدأ في منطقة جرش السياحية، ثم تتواصل في المدن الأردنية الأخرى لنشر الفوضى وتدمير أمن واستقرار الأردن، وقد وظّف الخبراء الإيرانيون الذين يقودون هذا التنظيم الإرهابي الموجه ضد الدول العربية، العرب من عراقيين وسوريين ولبنانيين ممن يعتنقون نفس الفكر الانحرافي لتنفيذ مخططات ملالي إيران لإلحاق الأردن بباقي ولايات ولي الفقيه الإيراني، إلا أن الأجهزة الأمنية الأردنية المعروف عنها الاحترافية والمهنية العالية كشفت عملية تهريب خالد كاظم الربيعي للمتفجرات إلى داخل الأردن قبل بدء فعاليات مهرجان جرش، وظلت تعمل بتكتم لجمع خيوط الجريمة التي يحاكم المتهمون بها أمام المحاكم الأردنية.
وفي السعودية أعمت الأموال بصيرة وضمير مواطن يُفترض أن لا يقدم على ما يضر أمن بلاده، حيث حاول وسيط بتجارة الأسلحة المهربة إدخال عشرة منصات و100 قذيفة لسلاح (آر. بي. جي) من اليمن وتهريب ذخيرة رشاش من اليمن وتسليمها إلى الإرهابيين الذين يأتمرون في الخارج واعتادوا تنفيذ أعمال إرهابية في العوامية، والحمد لله تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط تلك الأسلحة التي لو وصلت لأيدي الإرهابيين لحققت كارثة مروعة من خلال إطلاق 100 مقذوف من سلاح الـ(آر. بي. جي).
هذه النماذج الإرهابية الثلاثة ومحاولات نشر الإرهاب والفوضى كيف تتم مواجهتها دون وجود أنظمة وقوانين وإجراءات تحد وتحاصر وتقضي على الإرهاب، وهل ينتظر المدافعون عن حقوق هؤلاء الإرهابيين مقتل وسقوط مئات الضحايا وتدمير أمن واستقرار الدول حتى تتحرك تلك الدول للحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها؟