سعود الفيصل رسول سلام دافع بجسارة عن قضايا وطنه وأمته ">
الجزيرة - عبدالله الفهيد:
عدَّ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وفاة الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز خسارة جسيمة لرجل عاش نبيلاً، ومات نبيلاً مدافعاً عن قضايا وطنه وأمته في جميع المحافل الدولية.
ورفع الأمير سلطان بن سلمان صادق العزاء لخادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي في وفاة الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، الذي ضرب أروع وأصدق الأمثلة في التفاني في خدمة وطنه بصبر وتحمُّل وجدارة، وشجاعة.. مضيفاً «كان الأمير سعود الفيصل رسولاً للسلام، وخير ممثل لهذه الدولة الراسخة، وهو امتداد لوالده الملك فيصل في حكمته وبُعد نظره وعمق فهمة للأمور السياسية؛ ما جعله يتولى هذا المنصب السياسي بكفاءة واقتدار أذهلا العالم أجمع».
وزاد سموه «خسارة وفقد الأمير سعود الفيصل لا يخصان المملكة والأمتين العربية والإسلامية، بل العالم أجمع هو الذي فقد الأمير سعود الفيصل رجل السلام؛ فمواقفه التي يعرفها العالم تنبع دائماً من إيمانه بتحقيق السلم، وعمله الدؤوب من أجل ذلك، تحت ملوك وقيادات المملكة عبر السنين».
وقال سموه: «نستطيع أن نصف الأمير النبيل سعود الفيصل برجل السلام، ورجل المهام الجسام، ورجل الإنجازات الحاسمة.. وجميع الملفات التي تولاها تشهد له بذلك، سواء كانت هذه القضايا على مستوى الوطن أو العالم بأسرة؛ فكل قيادات العالم ودبلوماسيوها يعرفون جيداً هذا الرجل والأدوار الجسام التي قام بها لصالح تحقيق السلم والأمن في العالم».
وعن علاقته الشخصية بالأمير سعود الفيصل قال سموه: «سعدت وتشرفت بعلاقة شخصية وصداقة امتدت سنوات طويلة مع الأمير الراحل، تعلمت منه الكثير من الدروس والمواقف والتجارب؛ فهو جامعة في العلم والرؤية والإدراك والروية والحنكة وسداد القول.. وهذه التجربة التي حظيت بها تمثل لي رصيداً شخصياً، أعتقد أنه من مكاسبي في هذه الحياة».
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: «تشرفت بالعمل عن قرب مع الأمير الراحل من خلال مهامي المتعددة في الدولة، وفي أمور ذات اهتمامات مشتركة أخرى، وكان ذلك بالنسبة لي نبراساً ونموذجاً إدارياً متفرداً، وقد وجدت فيه الرجل الواقعي والمنهجي والمركز على العمل، ووجدت فيه تجرده عن المصالح أو المطامع الشخصية أو التوجهات الذاتية في أي عمل يقوم به، كما وجدت فيه الصديق والرفيق، وأحمد الله أن يسَّر لي أن عشت سنوات طويلة بالقرب منه، واقتربت من حياته الخاصة في داخل المملكة وخارجها، ووجدت أنه حتى في هذه الأوقات كان الوطن همه الأول، وكان الاعتزاز بالوطن ومصالحه العليا شغله وهمه الأساسي في أي مكان يرتحل عليه، بل حتى وهو على فراش المرض في مراحل سابقة».
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان «وإن كنا اليوم نعزي أنفسنا جميعاً، ونشعر بهذه الغصة لفقد الرجل والصديق، فنحمد الله الكريم أن اختاره في هذه العشر الأواخر المباركة وهو مطمئن في بيته وبين أهله وبصحة جيده؛ إذ قضى ليلته الأخيرة بين أهله وأصدقائه، وكان مبتهجاً ومرتاحاً ومسروراً، وتوفي وهو على سريره دون معاناة؛ فقد تحمل طوال حياته الكثير من العناء والتعب؛ ما أثر على صحته وأرهق جسده، وكنت أراه وهو يخفي وجعه وتعبه، ويتحمل آلامه، ويضغط على نفسه ليل نهار لمواصلة خدمته لوطنه ومتابعة القضايا والملفات المعقدة والحرجة في كثير من الأوقات، وكان يتعامل معها بمنتهى الدقة. فبحكمته ورؤيته استطاع أن يدافع وينافح عن قضايا وطنه وأمته العربية والإسلامية في مختلف المحافل والمناسبات الدولية».
وابتهل الأمير سلطان بن سلمان في نهاية تصريحه إلى الله - عز وجل - أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء عن كل ما قدمه لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وأن يجمعنا به في جنات النعيم.