كيف يمكن أن يعود الأمل لليمنيين بعد أن فقدوه؟ أمل ينهي الاستبداد والتسلط الحوثي وأتباع صالح على القرار في بلادهم، ويعيد للشعب كرامته وحريته وحقه في الحياة الحرة الكريمة، ويوقف إلى الأبد استخدام السلاح لترهيب المواطنين إذا ما رفضوا أي تصرف لا يخدم اليمن، أو قاوموا أي سلوك يسيء إلى المواطنين.
***
كيف للعقلاء والحكماء والمخلصين الساعين إلى تحقيق المصلحة لليمن والمصالحة بين اليمنيين، ممن تبنوا إعادة الأمل أن يطمئنوا بأن مسعاهم سوف يرحب به، ويصار إلى تحقيقه؟ بينما من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء لا يلقون بالاً أو اهتماماً لأي مقترح طالما أن مصدره ليس حليفتهم إيران.
***
الأيام تمضي منذ بدء (عاصفة الحزم)، ومثلها منذ أن أعلن الملك سلمان عن (إعادة الأمل)، وكانت الأخيرة فرصة للانقلابيين لحفظ ماء الوجه، والانتقال من مرحلة عاصفة الحزم إلى مرحلة إعادة الأمل لليمنيين، ليسترد اليمن بذلك عافيته واستقراره وأمنه، من خلال التفاهم بين مكونات الشعب اليمني على بناء مستقبل بلادهم بعيداً عن التحزب، والارتهان للأجندة الخارجية.
***
إعادة الأمل ستبقى مشروعاً خيراً مطروحاً تلتزم به المملكة ودول مجلس التعاون لشقيقتها اليمن، وإذا لم يتم تحقيقه بالسلم، فسوف يتحقق بالحرب على كل من يعارضه، فالسلام والأمن والاستقرار وبناء اليمن الحديث حق مشروع لكل المواطنين، ولا يمكن أن يغتصب القرار اليمني مكون واحد، فيقف ضد كل بادرة تسعى لحماية اليمن من التقسيم والفوضى والارتهان إلى إيران.
***
خياران أمام الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح، إما استمرار عاصفة الحزم إلى حين الإذعان والاستسلام والقبول بالأمر الواقع، أو استثمار إعادة الأمل كمشروع خير يوقف الحرب، ومن ثم يبدأ التفكير ثم التنفيذ في بناء اليمن الحديث بدعم من دول مجلس التعاون، وهذا لن يتحقق ما لم يستجب الانقلابيون لقرار مجلس الأمن ويوافقوا على تطبيقه، وبدون ذلك فعاصفة الحزم مستمرة بذات الزخم في تحقيق أهدافها.
***
كل ما نتمناه، أن نرى اليمن ضمن المنظومة العربية، فلا يغرد خارجها بفعل فاعل، ولا يبيع مصالحه لعدوه، وأن يعي الانقلابيون تحديداً أن اليمن لكل اليمنيين، وليس لمكون دون آخر، وأن الاستبداد واستخدام القوة بديلاً عن الحوار، والاعتماد على المساندة والدعم الإيراني لإملاء الشروط، لن تفضي إلا إلى مزيد من الدماء والدمار، ودون أن يكون هناك فيها من هو منتصر.
***
وموجز القول، والكلام موجه للحوثي وحزب صالح، إن معاناة اليمنيين وصلت إلى السقف الذي لا يمكن للشرفاء في اليمن أن يقبلوا به، أو أن يترددوا في حماية مصالح بلادهم من هؤلاء المغامرين، سيما وأن إعادة الأمل مشروع خير لا يستثني أي يمني من المشاركة في بناء اليمن الحديث بتوافق ومن خلال رؤية مشتركة من الجميع.