عبدالعزيز بن سعود المتعب
شر البلية ما يضحك، ليست جديدة المفارقة في مواقف بعض مفسري الأحلام التي كثر الجدل حولها في بعض القنوات الفضائية أو الإذاعية أو وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الجديد في الأمر أن ينبري أحدهم لهذا الشأن وهو غير مؤهل في التأصيل الشرعي والاستناد إلى مصادر التشريع ومع هذا - يتحذلق - موظِّفاً نماذج من الشعر فصيحة وشعبية لتمرير ما يتذرّع به، علماً بأن الرؤيا وما يتعلق بها لها أهلها المؤهلون للتطّرق لها عن علم وبصيرة، قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (23) سورة الروم، وجاء في شرح رياض الصالحين لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - 1-838 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لم يبق من النُّبوة إلا المبشرات) قالوا: وما المبشِّرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة) رواه البخاري، كتاب التعبير، باب المبشرات رقم (6990).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يُحِبُّها، فإنما هي من الله تعالى، فليحمد الله عليها، وليحدِّث بها - وفي رواية: فلا يُحدِّثْ بها إلا من يُحِبُّ - وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليسْتعِذ من شرِّها، ولا يذكرها لأحدٍ، فإنها لا تضرّْه) متفق عليه.
وقد قَسَّم الرؤيا رحمه الله إلى ثلاث:
القسم الأول: الرؤيا الصالحة الحسنة، وهي إذا رأى الإنسان ما يحب، فهذه من الله عز وجل، وهي من نعمة الله على الإنسان أن يريه ما يحب.
القسم الثاني: الرؤيا المكروهة، فإنها من الشيطان، حيث يضرب الشيطان للإنسان أمثالاً في منامه يزعجه بها، ولكنَّ دواءها أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره.
أما القسم الثالث: وهو الذي ليس له هدف معين، فهذا أحياناً يكون من حديث النفس، حيث يكون الإنسان متعلقاً قلبه بشيء من الأشياء، يفكر فيه وينشغل به ثم يراه في المنام، أو أحياناً يلعب به الشيطان في منامه، يريه أشياء ليس لها معنى، كما ذكر رجل للنبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، رأيت في المنام أن رأسي قد قطع، وذهب رأسي يركض وأنا أسعى وراءه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك) رواه مسلم، كتاب الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني) رقم (2268) (15،14).