«المياه الوطنية»: 700 موظف سعودي لرفع الضرر البيئي عن الرياض ">
تحظى مدينة الرياض بعناية خاصة من قبل شركة المياه الوطنية، التي لا تدخر جهداً في تنفيذ وطرح العديد من مشروعات البنى التحتية في المدينة؛ وذلك بهدف رفع مستوى خدمات قطاع الخدمات البيئية، وتوسيع نطاق خدماته لتشمل المناطق المأهولة بالسكان، لا سيما وأن المدينة شهدت خلال السنوات العشر الماضية طفرة عالية وارتفاعاً كبيراً في حجم الاستهلاك في الخدمات، مما تطلب معه مقابلة هذا النمو المتسارع بحراك تنموي فاعل لتحقيق المتطلبات الخدمية ومنها الخدمات البيئية.
وأكدت شركة المياه الوطنية أنها تعمل على معالجة أكثر من (1.100.000) متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي في مدينة الرياض، لإنتاج مياه معالجة مطابقة للائحة التنفيذية لإعادة الاستخدام، بعد استقبالها في ثلاث محطات للخدمات البيئية في منفوحة وهيت والحائر.
وكشف المهندس عبدالرحيم ابن سالم البلوي مدير إدارة الخدمات البيئية بوحدة أعمال الرياض المكلف في شركة المياه الوطنية، عن أن المحطات الثلاث تتعرض أحياناً لاستقبال صرف مخالف مثل المخلفات الصناعية والزيوت والشحوم ومخلفات مشروعات الإنشاءات وغيرها، مما يتسبب في تضرر وحدات المعالجة، ويتم العمل على معالجة تلك الآثار بشكل مستمر، وبجهود إضافية تبذلها الشركة للمحافظة على إنتاج مياه معالجة حسب المواصفات.
وبيّن البلوي أن إجمالي عدد المخالفات التي تم رصدها وتطبيق الغرامات المنصوص عليها على الجهات المخالفة خلال العام الماضي 2014م جاوز (1932) مخالفة، وتختلف حسب تصنيفها سواء للقطاع السكني أو التجاري.
منذ 40 عاماً تعمل بكفاءة
وكشف البلوي عن أن محطة منفوحة لمعالجة مياه الصرف الصحي، والتي تعمل منذ عام 1392هـ، وتعد من أقدم المحطات في المملكة لا تزال تعمل بشكل فعّال بنظام المعالجة الثلاثية، وذلك من خلال تطويرها ورفع طاقتها التصميمية لتصل إلى (700) ألف متر مكعب يومياً، بينما تصل طاقتها الاستيعابية خلال أوقات الذروة إلى (850) ألف متر مكعب يومياً، وتوفر الخدمة للأحياء الواقعة وسط وشمال مدينة الرياض.
وأوضح أن شركة المياه الوطنية المالك الرئيسي لأصول محطة منفوحة لا تنوي نقلها، خاصة وأنها أنشئت قبل وصول التمدد العمراني إليها، كما أقرت دراسات المخطط الإرشادي للصرف الصحي للعشرين سنة المقبلة الموافقة على الإبقاء على المحطة، مؤكداً عدم وجود أي ضرر من تواجد محطات المعالجة داخل التجمعات السكنية، لا سيما وأن الشركة تعمل على التحكم بالروائح المنبعثة من هذه المحطات والتقليل منها، وقد قامت بالعديد من المشروعات التطويرية والإجراءات التي سوف يكون من شأنها التأثير الإيجابي على محيط محطة منفوحة، وآخر تلك الإجراءات إغلاق مصب الصهاريج الذي تحقق معه إنهاء المصدر الرئيسي للروائح في ذلك الموقع.
محطة «حائر» الأكبر بالمملكة
وأكد المهندس نواف الأحمري مدير مشروعات محطات الخدمات البيئية بوحدة أعمال الرياض بشركة المياه الوطنية، أن النمو السكاني والعمراني الذي تشهده مدينة الرياض حداً بشركة المياه الوطنية لتنفيذ محطة للمعالجة البيئية في الحائر جنوب الرياض، مبيناً أن هذه المحطة التي تطبق تقنية المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي هي الأكبر في المملكة، إذ بلغت التكلفة المالية لأنشائها أكثر من (400) مليون ريال، وبطاقات استيعابية تقدر في الأيام العادية بنحو (400) ألف متر مكعب يومياً، بينما ترتفع في أوقات الذروة إلى (640) ألف متر مكعب يومياً، خاصة وأنها تستقبل مياه الصرف الصحي من معظم أحياء مدينة الرياض.
وأوضح أن المشروع يأتي ضمن إستراتيجية الشركة في الإدارة المستدامة للثروات البيئية والطاقة المتجددة، وتعد هذه المحطة هي الثالثة للمعالجة البيئية لمياه الصرف الصحي في مدينة الرياض، مشيراً إلى أن هذا النوع المتقدم من المحطات يعتبر من الحلول الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تقليل التكاليف الكلية على مدى العمر التصميمي للمحطة، وتقليل استخدام المواد الكيميائية، ناهيك عن الاستفادة من المياه المعالجة ذات الجودة العالية والمواصفات العالمية، والتي يمكن الاستفادة منها في العديد من المجالات كالصناعة والزراعة وغيرها. واستعرض الأحمري أبرز أقسام محطة المعالجة البيئية، والتي تتكون من (محطة الرفع الرئيسية، ووحدة إزالة الرمال والدهون والزيوت العالقة، ووحدة المعالجة البيولوجية، ووحدة التهوية، ووحدات الترسيب النهائي، ووحدة ضخ الحمأة المعادة والزائدة، ووحدة الترشيح والتعقيم، ووحدة حقن الكلور، ووحدة معالجة وتجفيف الحمأة)، مبيناً أن المحطة مزودة بنظام لسحب الروائح ومعالجتها (odor control system)، وذلك وفقاً لأحدث التقنيات في مجال معالجة المياه، بالإضافة إلى أن جميع وحدات المحطة تم ربطها بنظام التحكم وتشغيلها آلياً بنظام (System SCADA)، مع إمكانية تشغيلها يدوياً.
«700» موظف لخدمة الرياض بيئياً
وأكد البلوي أن أكثر من (700) موظف سعودي يسخرون أنفسهم وإمكانياتهم لرفع الضرر البيئي عن مدينة الرياض، من خلال تواجدهم على مدار الساعة لتشغيل محطات المعالجة بمنفوحة وهيت والحائر، مشيراً إلى أن شركة المياه الوطنية مستمرة في الوفاء بتقديم أعلى الخدمات البيئية بما يتواكب مع النمو العمراني والسكاني لمدينة الرياض، حيث عملت الشركة على رفع الطاقة الاستيعابية لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي في هيت بمقدار (200) ألف متر مكعب يومياً.
واختتم البلوي حديثه عن نسبة تغطية المناطق المأهولة بالسكان بخدمات الصرف الصحي في مدينة الرياض، إذ بلغت (57%)، ومن المتوقع أن تصل النسبة بعد الانتهاء من العقود القائمة إلى (74%)، مبيناً أن عدد توصيلات الصرف الصحي المنفذة حتى عام 2014م بلغت (303.234) توصيلة، منها أكثر من (21) ألف توصيلة نفذت في عام 2014م فقط، واصفاً سير مشروعات الخدمات البيئية في مدينة الرياض بالجيد، حيث تم إنجاز (7.900) كم من شبكات الخدمات البيئية (الصرف الصحي)، مؤكداً أن معظم هذه المشروعات تحظى بطبيعة خاصة تتطلب من الشركة العمل بحذر, ووفق معايير تم وضعها لضمان سلامة العاملين, وجودة وسرعة التنفيذ.