جاسر عبدالعزيز الجاسر
المعركة الدائرة الآن في شبه جزيرة سيناء بين القوات المصرية المعززة بتأييد والتفاف من كل الشعب المصري والإرهابيين الذين انخرطوا تحت راية داعش، يعيد للذاكرة المعركة التي لم تتم بين القوات العراقية بقيادة نوري المالكي الذي كان وقتها القائد العام للقوات العراقية، ومقاتلي تنظيم داعش، والتي انتهت باستيلاء التنظيم الإرهابي على محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل بعد قرار قادة جيش المالكي، ومنهم من يحمل رتبة الفريق والعشرات ممن تعلو أكتافهم زوراً رتبة لواء.
في سيناء ظن الداعشيون ومن يحركونهم بأنهم سيكررون ما فعلوه في الموصل ويقيمون فرعا لدولة داعش في مدينة الشيخ زويد باسم دولة داعش، ولاية الشيخ زويد، والهدف طبعاً أن تتوسع هذه الولاية لتشمل شمال سيناء بأكملها وربما اتسعت أحلامهم لتصل إلى جنوب سيناء فتضم شرم الشيخ ومدن ذهب والطور إلى مدن رفح والعريش إضافة إلى مدينة الشيخ زويد.
هكذا كانت أحلام الدواعش ومن يخططون لهم ويمولون عملياتهم الإجرامية، فقد كانت الحملة الإرهابية لداعش تستهدف الاستيلاء على الكمائن التي ينشرها الجيش المصري في صحراء شبه جزيرة سيناء والتي تقع على بضعة كيلو مترات من مداخل المدن، وبعد الاستيلاء والسيطرة على تلك الكمائن وقتل الضباط والجنود المصريين يتم الاستيلاء على المدن المهمة في شمال سيناء، بدءاً بمدينة الشيخ زويد التي سيعلن منها تأسيس دويلة داعش ولاية سيناء، ثم الانطلاق إلى العريش وبعدها إلى رفح كون المدن الثلاث لا تبعد عن بعضها البعض سوى بضعة كيلو مترات، وعندها سيتم السيطرة على المعبر الحدودي رفح ليتم التواصل على دويلة حماس، وبذلك ينتهي دور الأنفاق التي مرت منها الآليات والأسلحة التي ضمت أسلحة ثقيلة منها مدافع مضادة للطائرات ومدفعية ميدان وراجمات صواريخ وعدد كبير من سيارات الدفع الرباعي.
نفس سيناريو الاستيلاء على محافظة نينوى التي أعلن من على أحد منابر مساجدها أبو بكر البغدادي خليفة لدولة داعش، وكان مخطط دواعش سيناء أن يعلن في يوم الجمعة الذي يأتي بعد يوم من معركة سيناء إشهار ولاية داعش في سيناء ومبايعة البغدادي خليفة لهم.
هذا السيناريو تهاوى كأحلام الداعشيين وداعميهم بعد تصدي رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية لهذا المخطط التآمري وقتلوا مئة داعشي في حين فر مئتان آخرين لا يزال رجال القوات المسلحة المصرية يطاردونهم ويصطادون منهم العشرات يومياً.
الفارق هنا واضح بين حكومة وقيادة ورجال يدافعون عن وطنهم بشجاعة ورجولة ووطنية، وبين حكومة متآمرة وعميلة وضعت ضباطاً خانوا وطنهم، وقبل ذلك شرف الخدمة العسكرية.
هذا الفرق الواضح بين عبد الفتاح السيسي، وبين نوري المالكي، وبين صدقي حجازي وبين علي تميدان الذي أخجل كل من على كتفه رتبة فريق.