للفن والسينما دور مهم في زيادة القوة الاستراتيجية لأي دولة أو ثقافة حول العالم، وما يجب علينا اليوم هو وضع خريطة واضحة، وأجندة محددة من أجل تفعيل دور الفن ليكون أكثر إيجابية تجاه الوطن، المؤسسات الأهلية والرسمية عليها مسؤولية كبيرة من أجل تفعيل دور الفنون والسينما في خدمة الوطن بجميع مكوناته. تمر المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة بتحديات عدة، أهمها استخدام قوة كبرى حولها ليس فقط القوة العسكرية لتهديد أمنها بل الجانب الثقافي والفني من أجل تشويه سمعة المملكة، ولإيران دور واضح في هذا الجانب وكذلك النظام السوري، وغيرها من الدول المحيطة.
المؤسسات الرسمية يجب أن تتحرك، ولا أتحدث هنا عن وزارة الثقافة والإعلام فحسب، فيجب أن يكون هناك تعاون بين جميع الوزارات الحكومية لوضع آلية معينة من أجل تفعيل دور الفن بكافة أنواعه لزيادة القوة التي تتمتع بها المملكة، وأتحدث بالطبع عن القوة الاقتصادية والإعلامية والعسكرية. فلماذا لا نجد تعاوناً بين وزارة الداخلية ووزارة الثقافة والإعلام حول إنتاج أفلام وثائقية حول دور المملكة بمحاربة الإرهاب، ولماذا لا تقدم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فيلماً تسجيلاً حول تاريخ التراث في المملكة وتعرضه في دور السينما حول العالم ولا ينحصر في قنواتنا الفضائية، بل لماذا لا يكون هناك تعاون بين جمعيات الفنون السعودية ووزارة الدفاع لصناعة فيلم روائي حول جندي سعودي استشهد دفاعاً عن أمن هذا الوطن، وسيكون مثمراً لو تم التعاون بين لجنة السينما السعودية ووزارة التعليم في تقديم فيلم ضخم يوثق برنامج الابتعاث.
للجميع مسؤولية في تقديم أعمال فنية بل وسينمائية لصالح الوطن، الذي يشهد نقلة نوعية في ظل القيادة الحكيمة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذين شهدنا في هذا العهد المزدهر نقلة نوعية في جميع القطاعات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ونتمنى أن تتفاعل مؤسساتنا الفنية وقطاعاتنا الرسمية الحكومية في توثيق هذه الإنجازات من خلال برامج ومبادرات حقيقية نتمنى أن ترى النور قريباً.
- عبد المحسن المطيري