الجزيرة - عبد المحسن المطيري:
البرج العاجي الذي تمارسه المؤسسات الفنية في السعودية بعيداً عن برامج وندوات تتطرق لموضوعات الإرهاب تستحق منا الوقفة، فمن النوادي الأدبية مروراً بجمعية الثقافة والفنون، وانتهاء بوزارة الثقافة والإعلام، لم تقدم ما يكفي لمواجهة الإرهاب في موقف غير مفهوم وغريب حتى الآن.
وباستثناء بعض الاجتهادات الشخصية التي تصدر من هنا وهناك، مثل مبادرة لجنة السينما التابعة لجمعية المنتجين السعوديين، وبرامج خاصة تقدمها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الإعلام، لا نجد في الساحة الفنية الرسمية جهداً حقيقياً لمواجهة الإرهاب والأفكار التي تهدد وحدة الوطن، بالمقارنة «على الأقل» بما تقدمه المؤسسات الأهلية مثل القنوات الفضائية.
الإدراك مهم في مسألة جدية ضرورة الاهتمام بهذا الشأن، فالحل الثقافي والفني مربوط كلياً مع الحلول الأمنية لمواجهة الإرهاب، وتجارب عديدة في العام تثبت يوماً بعد آخر أهمية الأدب والفنون في التأثير الإيجابي على طريقة التفكير، سلوكيات المجتمع، والأهم خلق عمق ثقافي مربوط بالإيمان الكامل بأهمية الوطن.
من خلال مدرسة موسكو أسست زوجة لينين مع لي كولشوف أرضية صلبة للمجتمع الروسي، كي يصبح وطنياً مؤمناً بالأيدلوجيات الماركسية، ومن خلال تأثيرات الفنون تغيرت، ولو بشكل نسبي طريقة التفكير لدى المجتمعات الاسكندنافية، وأخيراً ساهمت الموسيقى في تغيير طبيعة حياة المجتمع النمساوي، بالإضافة لتأثير السينما في الحياة الألمانية أثناء حقبة حكم الرايخ الثالث.