جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يكن الإرهابيون ينتظرون إشارة أو رسالة، أو حتى موعد ذكرى مناسبة فقدان مظلتهم الأيدلوجية للحكم ليتوسعوا في تنفيذ عملياتهم الإرهابية.
المخطط الإرهابي الموجه للعرب حصرياً بدأت تتضح ملامحه بعد أن نفذت مراحل منه.. الهدف هو تقسيم العرب وتجزئة دولهم، وإضعاف قواهم التي هي الأساس الذي تعتمد عليه القوة الإسلامية.
لم يحتج أعداء الأمة العربية الإسلامية إلى جهد كبير لإحداث كل هذا الدمار ونشر الإرهاب والفتن في المجتمعات العربية الإسلامية، إذ إن التخلف والفقر وثقافة التلقين التدريسي الذي خرج لنا أجيالاً من أنصاف المتعلمين، والتعلق بالتاريخ، والماضي رغم سلبياته الكثيرة، والاعتقاد الغيبي (الميتزافيقي) الشركية، وتعسف وظلم الكثير من حكام العرب، وفّر وأوجد التربة الخصبة للتوسع في تكوين وإنشاء المنظمات والجماعات الإرهابية بعد إشاعة ونشر الأفكار المشوهة وتعميم الانحراف العقدية والأيدلوجية ليتكون جيش المنحرفين فكرياً كوّن جحافل من الإرهابيين الذين توزعوا على كل الأقطار العربية.
بعض الدول العربية نجحت في تحصين أمنها وحمت شبابها كونها أحسنت إدارة الحكم الرشيد، وقبل ذلك وضعت قياداتها نصب عينيها مخافة الله، حقاً وليس ادعاءً والتزمت بشرعية الإسلام، التزاماً صادقاً وليس لبس رداء الدين.
أما الباقي فقد تداعت نظمها وغشيتها الفوضى وتدهور الاستقرار وتدمر الأمن، وعندما حاولت البلدان العربية التي استهدفت معالجة أوضاعها وإصلاح أدواتها الإدارية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، وجهت الجماعات الإرهابية هجماتها نحو تلك البلدان، واتجهت جحافل الشر من مليشيات الإرهاب نحوها حصراً.
مصر وتونس الدولتان العربيتان اللتان تسيران وفق نهج وخطة طريق واضحة لمعالجة الأوضاع الخاطئة، واللتان نجحتا إلى حد ما، كانت أكثر الدول العربية استهدافاً وفق النسب السكانية والإمكانيات الاقتصادية، ولهذا فإن الإرهابيين ومن ورائهم الجهات الدولية التي جندت مؤسساتها الاستخبارية لتحريك الجماعات الإرهابية، والهدف واضح وهو إفشال ما تريد فعله مصر وتونس، ولذلك فإن كلا البلدين وبالذات مصر تشهد حرباً شرسة وضروسة بين قوى الخير المتمثلة في الشعب المصري وجيشه وأجهزته الأمنية، وقوى الشر الضامة لكل جماعات الإرهاب ومليشياته وأعوانهم.. وما نتابعه في مصر أن القيادة المصرية والشعب المصري قادر على دحر قوى الشر والإرهاب، وأن الإجراءات الأخيرة وما يقوم به رجال مصر من الجيش والشرطة قادرين على إفشال خطط من يريدون شراً بمصر.
نقطة استغراب مريبة لفتت انتباه كل المختصين، هو انحراف كثير من المواقع الإعلام وحتى مؤسسات إعلامية مصرية معروفة، وقيامهم بوعي أو بدون وعي في خدمة الإرهابيين بنشرهم أنباء مغلوطة تثير الذعر والهلع بين المصريين كونها مأخوذة من مصادر الإرهاب، وهؤلاء الإعلاميين قوى شر رافدة للإرهاب ضد وطنها وشعبها.