غسان محمد علوان
هو لم يعد لمكانه الطبيعي بعد، على القمة حيث اعتاد السكنى، وألفته العيون. فالمشوار ما زال طويلاً ولكنه ليس شاقًا على من اعتاد ارتياده. عاد الهلال لأعرافه، لطبيعته، لما بنيت عليه أساسات زعامته. بكل بساطة، عاد الهلال لطريق الزعامة.
زعامته كانت دومًا وأبدًا تنبع من عبارة واحدة (بقيادة رجالٍ، على قلب رجّال)، وهذا بالضبط ما قاموا به خلال الأسبوع المنصرم عندما تقاطر رجالات الهلال من كل حَدَب وصوب نصرة لهلالهم، بعد أن ضجّت مسامعهم بأنينه الذي لم يعتادوه على الإطلاق.
اجتمع الهلاليون في ليلة ودٍ زرقاء، واختاروا أحد العشاق قائدًا للمرحلة القادمة، ليكونوا باجتماعهم هذا وإجماعهم ذاك، قد قطعوا نصف الطريق نحو عودة الزعيم إلى مكانه الطبيعي. ففي عرف الهلاليين، الديموقراطية الحقّة، والتجربة الانتخابية المثلى لتنصيب قائد جديد، تتلخص في ديكتاتورية المصلحة العامة، وجبروت العشق الأزرق. فلا صناديق مغلقة، ولا اقتراع سري. بل هي قلوب مفتوحة خلف أبواب موصدة تنشغل برفعة الهلال وسموه مهما كانت العوائق.
تم ترشيح الأمير نواف بن سعد رئيسًا للهلال للفترة القادمة بإجماع يندر وجوده على مقعدٍ بالغ السخونة والإثارة. وكما أسلفت سابقاً، ه ذا الاجتماع وهذا الإجماع ليس إلا نصف المراد تحقيقه، والنصف الآخر يقع على عاتق وجه السعد (كما يحلو للزعماء تسميته) لإيصال الهلال لهدفه المنشود.
فالأمير مطالبٌ الآن وبشكل ملحّ باسترداد هيبة الزعيم التي فقدت لفترة ليست بالقصيرة، إما بحسن نية أو بسوء تدبير أو بوهنٍ من لا يملك دفعًا للضرر.
فالأحداث التي لا تتكرر سوى مع الهلال محليًا أو آسيويًا، يجب أن يوضع لها حدّ. فلكل مقصر مرجعية، ولكل مخطئ جزاء يجب أن يناله ولو بعد حين.
الوقوف في وجه المجازر التحكيمية المتكررة التي سلبت من الهلال حقوقًا مشروعة بزيادة غلة ذهبه ومجده يجب أن تتوقف فورًا.
الجرأة العجيبة على معاقبة الهلال انضباطيًا، وغض الطرف عمّا يقترفه منافسوه أو أصحاب الحظوة، يجب أن تختفي فورًا وبلا تأخير.
التطاول على الكيان وجمهوره ورجالاته ولاعبيه ومنسوبيه، من إعلاميي خط البلدة ومن شابههم، يجب أن يجابه بصرامة لا تعرف التسامح. فالتسامح مع البذيء، تشجيع له. وللأمير نواف نفسه تجربة سابقة شهيرة مع أحد هؤلاء، فلا نحتاج لمزيد من التذكير.
كل ما تم ذكره، ما هو إلا لوحات إرشادية للطريق المؤدي إلى القمة. وتبقى المنجزات والألقاب والبطولات، مجرد نتاج طبيعي يقبع في آخر الطريق السليم لمن أجاد سلوكه، وعرف مسالكه.
بالتوفيق للهلال ورئيسه القادم. أما نحن، فسنترقب بكل لهفة ما تحمله لنا الأيام.
بقايا...
- تأهل الهلال لدور الثمانية بعد سحقه لبيروزي الايراني بثلاثية كانت قابلة للزيادة لو أن مسلسل الاستقصاد التحكيمي الآسيوي للهلال توقف لبرهة.
- أول مهام إدارة الهلال الجديدة إن هي أرادت تحقيق تطلعاتها المشروعة، هو استنطاق الاتحاد الآسيوي ببيان يشرح فيه كل المهازل التي واجهها الهلال في البطولة الآسيوية. فإن لم ينطقوا، فالاتحاد الدولي قادر على إجبارهم.
- من يبقي بجواره ناصر الشمراني ونيفيز والشلهوب ويفترس النمر الاتحادي برباعية، لا يمكن وصفه بأقل من مجنون عبقري.
- نواف العابد وعبدالله الزوري ووديقاو كادوا أن يخسروا فرصة لعب النهائي بسبب خشونة وعصبية فهد المولد. عيب على فهد وعيب على الهذلول الذي كان يشجع كل هذا الانفلات.
- هلال ونصر على كأس سلمان. ندعو الله أن نشاهد مباراة حقيقية يتوج فيها البطل بكل جدارة واستحقاق، فقد مللنا مهازل الدلال.
خاتمة...
لا تسافر..
السفر ضيم المودع
السفر هم المودع
السفر طعم الكآبة
السفر خطوة مفارق.. ضيعت درب بشبابه
(علي عسيري)