عبدالله العجلان
في الوقت الذي كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله يكرم فيه رئيس الشباب السابق الاستاذ خالد البلطان لمساهمته مع نخبة من الداعمين لمشروع خير مكة الاستثماري التابع لجمعية الاطفال المعوقين، كان رئيس الشباب المستقيل الأمير خالد بن سعد يواجه سيلاً من الانتقادات الجماهيرية والاتهامات من اللاعب المنتقل حديثا للنصر نايف هزازي..
هذا المشهد المتباين بمضامينه وابعاده الشخصية والاجتماعية بين تكريم وتقدير وتشريف ملكي كريم حظي به خالد البلطان من الملك القائد والوالد بعد ان ترك نادي الشباب واهتم بالاعمال الخيرية الانسانية، وبين ما تعرض له خلفه الخلوق والمحترم الأمير خالد بن سعد من تصريحات مستفزة وعبارات غير لائقة من لاعب لانه وقتها يمارس دوره كرئيس على النادي، يوضح بجلاء حجم المعاناة وسوء التقدير ضد كل من يعمل في الاندية وعلى الرؤساء تحديدا، مقابل ما يجدونه من ارتياح نفسي وتوفير مالي وشكر وتثمين وطني واجتماعي بعد ابتعادهم عن الاندية واهتمامهم بمجالات العطاء وخدمة مجتمعهم والحرص على ما فيه اجر ومثوبة من المولى عز وجل، وتفرغهم لأسرهم ومصالحهم ومستقبل وتربية ابنائهم..
في ظل الارتجالية التنظيمية والادارية والمالية في الاندية، واعتماد غالبيتها شبه الكامل على فزعات واجتهادات وتبرعات اعضاء الشرف، ولعدم وجود ضوابط هيكلية ادارية وممارسات احترافية وجمعيات عمومية تتابع وتحاسب وفي نفس الوقت تساعد وتحمي مجلس الادارة، فان من يعمل في الاندية ستنطبق عليه مقولة ( الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود )، وستكون مكانتهم وسمعتهم وحقوقهم الاعتبارية مرتبطة بنتائج فريق كرة القدم، وباحراز البطولات والانجازات ولا شيء غيرها..
وللخروج من هذه الدوامة اتطلع الى سرعة اقرار نظام (خصخصة الأندية) الذي تبناه واهتم به الامير عبدالله بن مساعد قبل وبعد ان اصبح رئيساً عاماً لرعاية الشباب، لاننا في هذه الحالة سنكون امام نقلة مؤسساتية مهمة وضرورية تختصر الجهد وتقنن الاداء وتحسن الانتاجية يعرف من خلالها الموظف (الرئيس والاداري والعامل وحتى اللاعب والمدرب) وكذلك المساهم وليس الداعم او عضو الشرف واجباته وحقوقه كاملة وما له وما عليه..
اتحادنا ضحية تخبطاته!
ما يجري في اتحاد الكرة وبين اعضائه ومنسوبيه ولجانه واجهزته وليس مع الاندية او اعضاء الجمعية العمومية او اطراف اخرى خارج الاتحاد يثبت مجددا الاجواء غير الصحية داخل الاتحاد وسوء التنظيم في طريقة ادارته ومستوى قراراته، بل ان ما يقال ويتردد وينشر علنا وصراحة على السنة بعض الاعضاء ورؤساء اللجان من اتهامات متبادلة بينهم يجعلنا نجزم بان ما يدور في الخفاء وخلف الكواليس اكثر فداحة وسوءا مما نسمعه ونقرؤه.
الموقف الاخير من رئيس لجنة الانضباط ابراهيم الربيش كان بمثابة الفضيحة والتأكيد على ما ذكرته، فبالرغم من موقعه كمسئول عن لجنة قضائية تعمل وتتعامل وتقرر بلوائح قانونية الا ان تصرفه الغريب وتهربه غير المبرر من تحمل مسؤولياته بخصوص الاحداث التي اعقبت نهائي كأس الملك، وكذلك لغته المحتقنة وايضا اختياره لتويتر سواء في اعلان استقالته او في تهجمه ثم ردوده على بيان امين الاتحاد احمد الخميس، هذه مجتمعة لم تكشف عدم كفاءته وقدرته على ترؤس لجنة مهمة وحساسة فحسب وانما جاءت لتثير الاسئلة حول آلية ومعايير وظروف اختياره..؟!
الاسوأ من هذا ان من يقرأ لائحة الانضباط والنظام الاساسي للاتحاد ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية سيجد ان رئيس لجنة الانضباط يجهل او يتجاهل اكثر من مادة وردت في لائحة لجنته، حيث اشار غير مرة الى عدم الاعتراف بمقاطع الفيديو بينما تنص المادة (104) فقرة (3) على قبول تسجيلات الفيديو كدليل ادانة، كما ارتكب العديد من المخالفات القانونية بعضها يستوجب معاقبته، بسبب افشائه لاجراءات ومداولات ومعلومات اللجنة بحسب المادة رقم (96) فقرة (1) وهو مازال على رأس العمل طالما انه لم يبت حتى الان بقبول استقالته، وكذا وصفه لأحمد الخميس بانه اما كاذب واما جاهل، وهو ما يجعله عرضة لعقوبة السجن والغرامة المالية التي قد تصل الى نصف مليون ريال مثلما ورد في المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية..
اخيرا .. اذا كان رئيس لجنة الانضباط لا يفهم او يخالف اللوائح والانظمة بهذا الشكل فمن باب أولى ان ادارته للجنة والقرارات المعتمدة منه ستكون بنفس المستوى، وهذا ما قلناه تعليقا على احداث ومواقف عديدة تعاملت معها اللجنة بقرارات متناقضة تارة وغابت عنها تماما تارة اخرى، ليبقى السؤال الأهم الذي طرحناه مرارا وتكرارا: اين رئيس الاتحاد الاستاذ احمد عيد، وما رأيه مما يحدث داخل اتحاده وفي واحدة من اهم وأصعب لجانه ؟