عبدالله العجلان
سبق لعضو اتحاد الكرة الدكتور عبد الرزاق أبو داود أن كتب مقالاً في بداية عمل الاتحاد الحالي، ذكر فيه أن المناصب داخل الاتحاد تتم بناءً على المحسوبيات والعلاقات الشخصية، ثم أطلق تصريحه الخطير بعد استقالته من إدارة المنتخبات، مؤكداً فيه أن الأجواء غير صحية، كما توجد تدخلات في عمله بطرق ملتوية، وحملات وحروب ضده بدوافع فئوية وتعصبية، وأكملها أخيراً بوصف مسابقة الدوري السعودي هذا الموسم بغير الشريفة، وعلى غرار ما تحدث به أبو داود ظهر رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش قبل أيام مبرراً استقالته من اللجنة بقوله إن هنالك تدخلات وضغوط من متنفذين لإجباره على اتخاذ عقوبات ضد لاعبين بعينهم، كما سبق لعضو اتحاد الكرة د عبد اللطيف بخاري أن قال قبيل دورة خليجي 22 : يبدو أن لدينا اتحادا آخر غير الاتحاد المنتخب، وذلك في سياق تعليقه على قرارات الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد التي أعاد فيها تشكيل بعض اللجان التنظيمية للدورة، غير هؤلاء هنالك لاعبون وإداريون وحكام وجهوا اتهامات بالفساد والتدخلات بتشكيلة المنتخب والرشوة والتلاعب بنتائج المباريات، الغريب بعد هذا كله مازال رئيس اتحاد الكرة الأستاذ أحمد عيد صامتاً متجاهلاً ما يثار حوله وفي صميم عمل الاتحاد ومسؤولياته ومن أشخاص بعضهم ينتمون إليه وضمن منظومته، فما السر في ذلك؟ لماذا يمرر مثل هذه التجاوزات المؤثرة على مستوى قراراته وثقة الآخرين به دون تحقيق أو مساءلة لمعرفة بالضبط حقيقتها وصحتها وأسبابها وأبعادها؟..
إذا كان سكوته يعني تأييده وموافقته على ما ذكر، فهذا يعني أننا أمام اتحاد ضعيف مخترق بائس مشكوك فيه لا يملك أدنى مقومات الاستقلالية، ولا يستحق أن يدير هموم وآمال وطموحات وتطلعات ومستقبل الكرة السعودية أندية ومنتخبات، أما إذا كان غير مقتنع ويرفض هذه الفوضى في التصريحات غير العقلانية ولا يسمح لكائن من كان أن يتدخل في شؤونه وقراراته، فمن المفترض إن كان حريصاً على سمعته وتجسيد وتأكيد استقلاليته، أن يتخذ موقفاً حازماً ويجري تحقيقاً مع مثيري البلبلة من اللجان وأعضاء الاتحاد، ويعلن نتائجه واضحة وصريحة على الملأ، لإظهار الحقيقة سواء بإثبات مضامين هذه التصريحات، أو بإدانة أصحابها، وكشف ممارساتهم وإبعادهم عن العمل في الاتحاد، وفي الحالتين لابد من الشفافية وحسم الأمور وإيضاحها كاملة حتى لا نستمر في دوامة تبادل الاتهامات وتسجيلها ضد مجهول من أجل تبرير الضعف والتبرئة من الفشل والهروب من الواقع..
كفاية أراجيف!
في هذا الجانب ولأن الأوضاع باتت عائمة واتحاد الكرة غائب تماماً عن تحمل مسؤولياته وكأنّ الأمر لا يعنيه، صرنا نسمع ونقرأ تلميحاً مرة وتصريحاً مرات ومرات من يقول بل ويؤكد أن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد هو من يقف وراء كل هذه التدخلات، هو من يختار تشكيلة المنتخب، هو من يستغني ويتعاقد مع مدربي المنتخبات، هو من يملي أوامره ويفرض آراءه على اللجان واتحاد الكرة، هو من يقرر من يفوز ومن يخسر، من يستحق العقوبة من اللاعبين ومن لا يستحقها، أشياء أخرى عديدة تتعلق بأفكار وبرامج وتشكيلات اتحاد الكرة هو من يديرها ويتحكم بها وليس أحمد عيد، حتى بلغ الأمر متابعة وتقييم تصرفاته وملامحه الشخصية في المنصة وأثناء التتويج على أنها نابعة من ميوله وتعاطفه مع هذا النادي وضد ذاك، كما تم تداوله بعد فوز الشباب بالسوبر ثم الأهلي في كأس سمو ولي العهد..
يتردد هذا رغم أن الكثيرين يدركون في دواخلهم أن الأمير عبد الله يخطئ كحال البشر، نعم له ميوله لكنه لا يتدخل في طبيعة وصميم عمله، يحترم الحقوق والتسلسل الإداري، معروف ومشهور بصدقه وشفافيته لا يناور ولا يجامل ولا يتجمل، أنا لا أدافع عنه لمجرد الدفاع وإنما لتوضيح أن ما يقال ويكتب ضده هو المخرج المناسب لهروب المتورط بالفشل أو من لا يملك الحقيقة ولا يستطيع الإقناع بأدلة ووقائع، فيلجأ إلى هذا الأسلوب الاعتباطي لتسجيل بطولة بأراجيف واتهامات باطله، ليقال عنه فاهم وقوي وجريء..
لذلك ومثلما طالبنا رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد بمحاسبة منسوبي الاتحاد على تصريحاتهم ، وحتى لا تسود هذه الفوضى ويزداد الضجيج، فإننا نتوجه للأمير عبد الله بن مساعد بنفس المطالبة ووضع حد لهذا الفلتان الإعلامي ومساءلة كل مسؤول في نادٍ أو إعلامي يتهمه بالتدخل وإرباك أداء الاتحاد.