ولي ولي العهد يبدأ اليوم زيارة رسمية لفرنسا ويبحث مع هولاند التعاون المشترك ">
جدة - واس:
صدر أمس بيان من الديوان الملكي أورد أنه استجابة لدعوة الحكومة الفرنسية وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- سيقوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اليوم الثلاثاء 6-9-1436هـ، الموافق 23-6-2015م، بزيارة الجمهورية الفرنسية، يلتقي خلالها فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعدداً من المسؤولين الفرنسيين لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين. حفظ الله سموه في سفره وإقامته.
وتكتسب العلاقات السعودية الفرنسية أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ فيها فرنسا موقعاً متميزاً.
وتجمع السياستين السعودية والفرنسية رغبة مشتركة في الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم وبالخصوص في المنطقة.
ويعبر البلدان في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية وعن تطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة.
وجاء البيان الختامي للزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى فرنسا في 13 ربيع الأول 1426هـ الموافق 21 أبريل 2005م -عندما كان وليا للعهد- تأكيداً على عمق العلاقات والتفاهم الثنائي بين المملكة وفرنسا ومدى الصداقة والاحترام المتبادل بين البلدين والقيادتين التي أفرزت تعاوناً وثيقاً وتجاوزت التقليدية إلى علاقات إستراتيجية ستعود بالفائدة على البلدين.
ومما يجسد عمق العلاقات بين البلدين الصديقين ما أكده فخامة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في كلمة له أمام مجلس الشورى خلال زيارته للمملكة العام 2006م بوصف العلاقات بين المملكة وفرنسا بأنها استثنائية ووثيقة ومتينة وتتعزز على مر السنين معيدا الأذهان إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى فرنسا في (1967) وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى باريس في أبريل عام 2005م عندما كان ولياً للعهد، مبيناً أن تلك الزيارة أكدت على تواصل الشراكة الاستراتيجية التي أبرمها الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في عام 1996م.
واتساقا مع هذا الموقف أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل حينما كان وزيراً للخارجية في اللقاء الصحفى الذي عقده سموه في الرياض مع ممثلي وسائل الإعلام الفرنسية المرافقين لفخامة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في زيارته للمملكة في شهر مارس 2006م أن المملكة وفرنسا تركزان على السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً وعلى استعمال الدبلوماسية لحل النزاعات، مبيناً سموه أن البلدين قررا التعاون مع بعضهما البعض؛ سعيا لأفضل السبل للتأثير إيجابيا على القضايا التي تواجه المنطقة.
وتثبت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق العلاقات بين البلدين من خلال التشاور المستمر بين قيادتيهما لإيجاد أفضل السبل لحل الأوضاع في المنطقة.
وتشهد العلاقات السعودية الفرنسية التي أرسى قواعدها الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول عندما قام الملك فيصل بزيارة إلى فرنسا عام 1967م تطورا مستمرا بفضل من الله ثم بفضل حرص قادتهما على دعمها وتعزيزها لتشمل مجالات أرحب، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
ومن أهم وأبرز الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين وكبار المسؤولين فيهما التي أسهمت في تطور العلاقات بين المملكة وفرنسا كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- لفرنسا عندما كان وليا للعهد في شهر رجب من عام 1395هـ خطوة مهمة في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية، حيث قام -رحمه الله- ورئيس وزراء فرنسا -آنذاك- جاك شيراك بتوقيع اتفاقية عامة للتعاون الاقتصادي تهدف إلى تنمية ودعم التعاون بين البلدين في المجالات الصناعية والزراعية والتقنية على إنشاء لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين لتطوير ذلك التعاون ووضعه موضع التنفيذ.
وفي عام 1397هـ زار الرئيس الفرنسي الأسبق فليرى جيسكار ديستان المملكة وهي أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي للمملكة وكرر زيارة مماثلة في العام 1400هـ.
وقام الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بزيارتين إلى فرنسا؛ الأولى عام 1398هـ، والثانية في عام 1401هـ.
وجاءت الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى فرنسا عام 1401هـ عندما كان -رحمه الله- وليا للعهد إيذانا ببدء مرحلة جديدة من التعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.
وعلى إثر ذلك قام الرئيس فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة عام 1401هـ.
وفي عام 1404هـ قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بزيارة رسمية إلى فرنسا، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الفرنسي ميتران، وكانت وجهات نظر الجانبين متطابقة بالنسبة للمسائل التي بحثها الزعيمان.
كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بزيارة رسمية لفرنسا عام 1407هـ تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران.
وفي عام 1405هـ قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان وليا للعهد بزيارة فرنسا، وتركزت المباحثات بين الزعيمين الكبيرين حول العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وفي عام 1411هـ قام فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة.
وتعد زيارة فخامة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للمملكة العربية السعودية في عام 1417هـ خطوة أخرى على طريق ترسيخ العلاقات وتوطيدها بين البلدين.
وفي عام 1419هـ قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان وليا للعهد بزيارة رسمية إلى فرنسا، استقبله فخامة الرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية -آنذاك- وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومجمل القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية الشرق الأوسط ومسيرة السلام.
وفي عام 1420هـ قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله- بزيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وفي 28 شعبان 1422هـ قام فخامة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بزيارة للمملكة.
وفي عام 1427هـ قام فخامة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بزيارة رسمية للمملكة، زار خلالها مقر مجلس الشورى بالرياض، وافتتح المعرض الذي أقامته الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع متحف اللوفر والمتحف الوطني، وضم مجموعة من روائع الفن الإسلامي التي يحتفظ بها اللوفر في مقره بفرنسا.
وفي العام نفسه 1427هـ قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله- بزيارة رسمية للجمهورية الفرنسية.
وفي ذي القعدة 1435هـ، الموافق سبتمبر 2014م، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -كان حينها ولياً للعهد وزيراً الدفاع- بزيارة رسمية للجمهورية الفرنسية تلبية لدعوة تلقاها من فخامة الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية.
صدر عن هذه الزيارة بيان مشترك أكد أهمية المضي في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وفرنسا بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، كما أعرب الجانبان عن نجاح معرض الحج في معهد العالم العربي الذي افتتحه فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند في 21 جمادى الثانية 1435هـ، الموافق 22 أبريل 2014م، واتفقا على تعزيز التعاون بينهما في المجال الثقافي والفني، بما في ذلك تنظيم المناسبات الثقافية في كلا البلدين.
وفي عام 1429هـ قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة للمملكة العربية السعودية التقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- وقع خلال هذه الزيارة اتفاقية تعاون مشترك بشأن المشاورات السياسية الثنائية بين وزارة الخارجية في البلدين، كما جرى توقيع اتفاقية في مجال التدريب المهني والتعليم التقني، كما تم توقيع اتفاقية تعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتوقيع اتفاقية تعاون في مجال الطاقة والتعاون الثنائي في مجال البترول والغاز.
ويرتكز التعاون الأمني والعسكري بين المملكة العربية السعودية وفرنسا على الاتصالات الوثيقة بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح لتعزيز الأمن الداخلي للمملكة ودفاعها عن مقدساتها وأراضيها والحق والعدل والسلم في العالم.
وتبرز الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والأمنيين في البلدين تقارب وجهات النظر السياسية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بينهما.
ويتمثل التعاون في هذا المجال في التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في المملكة العربية السعودية، ففي عام 1429هـ وقعت المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا اتفاقية أمنية في مجال قوى الأمن والدفاع.
ويرتبط البلدان بعلاقات ثقافية تتجسد في المعارض الثقافية التي تنظم في البلدين من أبرزها معرض المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم الذي نظم في باريس عام 1986م، وافتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض -آنذاك- وفخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك، زاره مئات الآلاف من الفرنسيين والمقيمين وتعرفوا من خلاله على ماضى المملكة العربية السعودية وتقاليدها وقيمها الدينية والحضارية ونموها الحديث ومنجزاتها العملاقة.
وفي 29-4-1997م وقع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حين كان أميراً لمنطقة الرياض وعمدة باريس جان لييري في باريس ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتي الرياض وباريس.
وكان لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- خلال زيارته العام 1997م عدة لقاءات بكبار المسؤولين الفرنسيين، من بينها لقاؤه في قصر الإليزيه فخامة الرئيس جاك شيراك.
كما استقبلت فرنسا عام 1408هـ معرض الحرمين الشريفين.
وفي المجال الاقتصادي تعد فرنسا شريكاً رئيساً حيث إنها احتلت خلال عام 2012م، المرتبة الثامنة من بين أكبر 10 دول مصدرة للمملكة، كما احتلت المرتبة 15 من بين الدول التي تصدر لها المملكة فقد تضاعف حجم التبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى أكثر من 10 مليارات يورو في العام 2014م بزيادة 10% مقارنة بعام 2013م.
وتمثل فرنسا المستثمر الثالث في المملكة، وتصل قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 15.3 مليار دولار أمريكي في حين بلغت قيمة الاستثمار السعودي في فرنسا 900 مليون يورو.
ويعادل الاستثمار المباشر السعودي في فرنسا 3 في المائة من قيمة الاستثمار المباشر الأجنبي السعودي في العالم و30 في المائة من الاستثمار المباشر الأجنبي لدول مجلس التعاون في فرنسا.
وفي أبريل 2013م منحت الهيئة العامة للاستثمار تراخيص جديدة لعدد من الشركات الفرنسية لتأسيس مشروعات استثمارية داخل المملكة في قطاعات ومجالات مختلفة.
وجمهورية فرنسا من الدول المستهدفة في خطة الهيئة العامة للاستثمار الترويجية التي تعكف على إعدادها بالتشاور والتنسيق الكامل مع الجهات ذات العلاقة وتحتل المرتبة الأولى والثالثة عالميا من حيث رصيد التدفقات الاستثمارية التي استقطبتها المملكة بإجمالي استثمارات تتجاوز 15 مليار دولار موزعة على 70 شركة فرنسية تستثمر حاليا في المملكة.
ومنتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي الأول يعد أكبر تجمع اقتصادي سعودي- فرنسي يهتم بالشؤون الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، ويشارك فيه مجموعة من كبار المسؤولين في البلدين، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين ورجال الأعمال وكبار مسؤولي الشركات يتناول فيه الجانبان تعزيز التعاون في عدد من القطاعات المهمة من خلال جلسات عامة ومتخصصة تتناول الاقتصاد السعودي وقطاعات المال والصحة والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة» النفط، والغاز، والبتروكيماويات، والنقل، والتنمية الحضرية، والصحة، والمياه والكهرباء، والصناعات الزراعية والبنية التحتية الصناعية. وستشكل الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى فرنسا، إضافة في نمو تطور العلاقات بين البلدين الصديقين، حيث سيلتقي سموه الكريم قادة وكبار المسؤولين الفرنسيين.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قد التقى في أبوظبي يوم 22 فبراير 2015م معالي وزير الدفاع بالجمهورية الفرنسية جان ايف لودريان وذلك على هامش انعقاد معرض ومؤتمر الدفاع الدولي الثاني عشر آيدكس 2015، وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون المثمرة بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها.
وتسلم سموه رسالة من معالي وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان سلمها سفير فرنسا لدى المملكة براتران بزانسنو خلال استقبال سموه له في مكتبه بالمعذر يوم 17 مارس 2015م.
ويوم 23 جمادى الآخرة 1436هـ، الموافق 12 أبريل 2015م التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الرياض معالي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا ومجالات التعاون في مستجدات الأحداث في المنطقة.
ويوم 2 رجب 1436هـ، الموافق 21 أبريل 2015م تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رسالة من معالي وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان.
وفي يوم 16 رجب 1436هـ، الموافق 5 مايو 2015م التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في قصر الدرعية للمؤتمرات بالرياض فخامة الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات وخاصة الجانب الدفاعي، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة.