د. عبد الله المعيلي
مازالت فرص الاستثمار في القطاع الخاص بمختلف مجالاته، كثيرة مغرية مجدية، وجل ما تتطلبه جسارة وعزم، وتوجه جاد من الشباب، مع الأخذ بأيديهم ودعمهم معنويا وماديا، حتى تتسع دائرة نجاحاتهم، وتغدو منارات تهدي وتقود إلى انخراط مزيد من الشباب في الأعمال الحرة واستثمار الفرص الواعدة في القطاع الخاص.
وعلى الرغم من كثرة الفرص الاستثمارية في القطاع الخاص، إلا أن المعوقات أمامها كثيرة، والمؤسف أن الأجهزة الحكومية المعنية تعد الاستثمار في مجالها منافسة، وبالتالي تجتهد في وضع الضوابط والشروط التي لا منطق فيها ولا مصلحة سوى التضييق والرفض غير المباشر.
لذا لا بد من وقفة جادة وتوجيه الأجهزة الحكومية إلى مراجعة ضوابطها واشتراطاتها، بحيث تسمح للمزيد من الاستثمار، واعتبار القطاع الخاص شريكا أمينا قادرا على المنافسة وصناعة نجاحات تستفيد منها الأجهزة الحكومية كل حسب اختصاصه.
أعمال البناء:
ليس بخاف أن كل أعمال البناء دون استثناء (نجارة - حدادة - كهرباء - سباكة - دهان ـ بلاط) تدار وتشغل وتستثمر بأيدي العمالة الوافدة، وفيها الكثير والكثير من فرص العمل الناجح للشباب السعودي كل حسب ميوله وقدراته واستعداداته، وهي فرص لا تنقطع، وعوائدها المادية مجزية، هذه الأعمال تحتاج إلى جهود كبيرة لتوطين تقبلها في أذهان الشباب، من خلال برامج تربوية تظهر قيمة الأعمال المهنية وأهميتها، ومن خلال مساعدة عينة من الشباب الذي يبادر إلى قبول المجال حتى يحققوا النجاحات، ويصنعوا النماذج التي أجزم أنها سوف تنمو مع توالي الأيام لاسيما وأن عوائدها المالية مجزية مغرية.
أعمال التسويق:
في هذا المجال الكثير من الأعمال، فتسويق (الخضار، الفاكهة، البيض، الخبز، ... ) فرص استثمارية واعدة، وحاليا جل من يعمل في هذا المجال، عمالة وافدة استغلت خلو المجال من العمالة السعودية، فغامرت ونجحت وإلا لا خبرة لديها ولا علم، (خلا لك الجو فبيضي واصفري)، وللسيطرة على هذه الفرص ومنع العمالة الوافدة من العمل في هذا المجال، لا بد من التنسيق بين المنتجين والتجار والمستهلكين وفق آليات عمل منظم تتيح للشباب السعودي وحده فرصة التسويق، ولا يسمح لأي وافد يعمل في هذا المجال البتة.
البقالات:
تنتشر داخل الأحياء العديد من البقالات الصغيرة، التي تحمل أسماء سعوديين، لكن العاملين فيها عامة عمالة وافدة، وهي عبء اقتصادي على البلد، ونظرا لتوفر الأسواق المركزية الشاملة، وبدأ المواطن يتفهم قيمتها، ويألف شراء حاجاته منها، لذا لا بد من تنظيم حملة تفتيش جادة ومستمرة بحيث إذا تبين أن أي بقالة لا تدار ولا تشغل بأيد سعودية، تقفل حالا، ولا يسمح بأي حال للوافد الأجنبي أن يعمل فيها بأي صفة كانت.
ومن متطلبات نجاح هذه الأفكار افتتاح معاهد متخصصة لتدريب الشباب وإعادة التأهيلهم وإكسابهم الخبرات اللازمة، والتنسيق مع الكليات المتخصصة في إثراء خبرات الشباب العلمية والعملية، وتمهيرهم في إدارة المشروعات وتشغيل المصانع وفق معايير الجودة والسلامة.
الآمال معقودة على مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بأن يبذل المزيد من الجهد في صناعة رأي عام إيجابي لدى الشباب نحو الاستثمار في القطاع الخاص والمبادرة إلى اقتناص الفرص التنموية العديدة التي مازالت بحاجة إلى الشباب السعودي الجسور المتطلع إلى النجاح.