د. خيرية السقاف
كلما تمادى النصل تكسر فوق الأسوار..
وكلما تهاوت الحمم ذرتها في التلاشي نفحات الجِنان...
هذه الكفوف تتماسك,..
تصنع للوطن حزامه..,
وتقيم لجسده قوامه...
والعزاء في الجواد الواحد حين العزاء كلُّ المضامير تكرُّ له, وتفر من أجله..
في الشدة، والرخاء..
وكذا في الإيثار, والفداء..
هكذا تعلم ابن هذه الأرض، من معين أثداء نساء هذه الأرض,
حب هذه الأرض..!
علمنهم أن الجار أب, وأن القريب راع,..
وأن الهوية مظلة..,
في الوطن..
كل الوطن عجينة نسيج تنبض فيه روح واحدة من كل الأرواح..!
لذا الشهداء ليسوا خارجين من باب دار واحدة..,
بل هو باب الدور كلها.., في باب الوطن الواحد..
والله أكبر حين تصدح بها المآذن،
تنادي القلوب جميعها كقلب واحد..,
فتكون الأقدام حركة متجهة معاً في اتجاهها..
بنيان مرصوص لقوام لا تهزه صواريخ الدنيا..
ولا تحبطه نوايا البشر..
ليس عجباً أن يتفق الجميع على نبضة دافئة تبلسم خدش من تيتم، أو ثكلت, أو فرغ له مكان..!
إذ كلما غُدر بفارس, تداعى له الفرسان كلهم يقظةً,
وفداء..
تلك مشاعر الصغار, والكبار..
سألوني أن أترجمها عنهم حروفاً في كلمة الوطن..