د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
(1)
** يجيءُ الصيفُ ليُذكِّرَنا أن قد حانت وقفةٌ وتوقفٌ؛ فقد مضى عامٌ من الومضِ وآن شهرٌ للغَمض، وأن الحياةَ مسافاتٌ من التيه ولحظاتٌ للتنبيه.
(2)
** نظنُّ أننا نتكررُ لكننا نتقدمُ أو نتأخر، ولا وجود لما نسميه « التوازن» أو «الثبات»؛ فلاشيءَ يبقى كما هو، أو» لا وقوفَ في الطريق البتة» - كما قال ابن القيم في «الفوائد»_ ولعلنا قادرون على استبصار المسار وتقويمِ المسيرِ وقراءةِ عامٍ مرَّ فسرَّ أو ضر.
(3)
** ليس جميعُ الأطباءِ أصحَّاء، ولا كلُّ المثقفين أنقياء، ولا سوادُ السياسيين شرفاء ولا غالبُ المديرين عظماء، والمعنى ألا علاقةَ طرديةً بين الأصل والظلِّ أو بين العنوانِ والمحتوى؛ فربما دافع عن الأمانةِ خؤونٌ وتصدى للنقدِ مَعيبٌ وادعى الصدقَ كذوب.
(4)
** ما زال « المعيديُّ « وسمًا ذا دلالةٍ؛ فكُثُرٌ هم من نتطلعُ إلى رؤيتِهم والأخذِ عنهم، ثم نراهم فنتمنى أن لو غادرتهم موانئُ الانتشار فسلِموا من « الإبهار» وسلمنا من الانتظار.
(5)
** يسيرٌ ادعاءُ البطولة وعسيرٌ وجودُ الأبطال؛ فدونكيشوت يُطلُّ والطواحينُ تُضِلّ.
(6)
الحقُّ أن تَخشى الذي يُخشى..
ويميطَ عقلُك منطق الأعشى...
ونرومَ مجدًا يرتقيه غدًا..
مَن يُشعلُ القنديلَ في الممشى..
ويعانقَ التأريخَ من وهبوا..
مسرىً إلى العلياءِ لا نعشا..
(7)
** احتفى به كأنهما حميمان، كان الوقتُ صباحًا، وفي المساءِ هجاه، وفي كليهما لم تكن المشكلةُ ساعةَ الزمن بل زمن السِّعاية.
(8)
** يتحركُ الناسُ أمامه وهو يحدقُ بالغادين والرائحين؛ يسألُ هذا ويُشاغل ذاك ويسبُّ الثالث ويستجدي الرابع، مضوا فغاب في زحامِ ذاته واستمرَّ في عدِّهم والتعدي عليهم.. وتكاثر»المتفرجون».
(9)
** بحث عن وجهه في المرآةِ فلم يجده؛ اتهم المرآة وتجاهل الرائي.
(10)
** اعتذر من مضيفه الكريم؛ فعلى المائدةِ من يبحث عن الفتات.
(11)
** ينعُون على المُعمَّرين في وظائفهم، وتفترضُ أنهم مسترخون في بيوتهم فإذا هم - في العمر ذاته - يستأثرون بوظائفَ وأُعطيات، ليتهم صمتوا.
( 12)
حين يغدو الشمالُ نبضَ الجنوبِ..
وتُناجي دارينُ بحرَ الغروبِ..
وقطيفٌ هو القصيمُ.. وسهلٌ..
صوتُ بحرٍ وربوةٍ وكثيبِ
فانسَ من يشمتون؛ فالحبُّ أسمى..
من عدوٍ وحاقدٍ ومُريبِ..
(13)
** مات؛ لم يدرِ به أحد = نهاية.
** مات؛ شيعته الأيدي والقلوب والعيون = بداية.
(14)
دمُهم سيرسمُ خيبةَ الأشقى..
من ظنَّ أن الظلمَ قد يبقى..
ودموعُهم تَروي لأمتهم..
أن الطغاةَ وإن عَتَوا غرقى..
(15)
** إذا شاء الله قد نلتقي؛ كونوا كما تحبون.