جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد أن فاقَ ظهورهم السوريين أنفسهم، طغى حضور الإيرانيين والعراقيين الذين يثيرون الاهتمام بكثرة أحاديثهم وأصواتهم في شوارع وأسواق دمشق وضواحيها، اعترفَ نظام بشار الأسد بوجود أكثر من سبعة آلاف عنصر من الحرس الثوري الإيراني، والمليشيات الطائفية العراقية وأنه بصدد طلب قوات إضافية من قوات الحرس الثوري الإيراني، وعناصر المليشيات الطائفية العراقية، وقد بدأت دفعات المقاتلين تتدفق من إيران والعراق، إضافة إلى تجنيد آلاف من المرتزقة الأفغان والهنود والباكستانيين عبر أجهزة المخابرات الإيرانية، ويسعى نظام بشار الأسد وبتوجيه وتنظيم مباشر من قيادة الحرس الثوري الإيراني إلى تكوين جدار صد بشري من كل هذه المجاميع، لمنع قوات الثورة السورية من الوصول إلى دمشق، بعد زيادة مخاطر اقتحام العاصمة السورية عقب الانتصارات التي حققها جيش الفتح السوري الذي يضم تحالفاً من ألوية الثورة السورية، ويهدف نظام بشار الأسد إلى تكوين حائط دفاع لمواجهة وصد هجمات الثوار عن مناطق النظام التي تمتد من العاصمة إلى محافظة حمص في الوسط، وانتهاء بطرطوس في الغرب.
وضمن المحاولات اليائسة التي يقوم بها نظام بشار الأسد للصمود في وجه التقدم المطرد لقوات الثورة السورية التي أخذت تكسب مواقع جديدة، وتضم كثيراً من المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات النظام، تراجع قوات النظام واتساع دائرة الانكسارات التي تعرض لها بشار الأسد وقواته جعلاه يكشف عن تحالفاته، وآخرها تنسيق العمليات العسكرية بين قوات النظام وعناصر تنظيم داعش، فقد تكفَّل طيران نظام بشار الأسد بالتعرض لتقدم قوات الثورة السورية في ريف دمشق بالقيام بغارات مكثفة على جحافل قوات الثورة السورية لوقف تقدمها نحو العاصمة دمشق، وتشكيل غطاء جوي ودعم لتحرك عناصر تنظيم داعش الذي تولى صد قوات الثورة السورية.
داعش يقوم بالمهمة بدلاً من عسكر بشار الأسد والمليشيات الطائفية، والطيران الحربي للنظام السوري يتكفل بالغطاء والدعم الجوي والإغارة على قوات الثورة السورية ورميهم بالبراميل المتفجرة، وخلط تلك البراميل بالألغام البحرية التي بدأ الطيران الحربي السوري إضافتها إلى شحناته القاتلة التي يُلقيها على المدن السورية المحررة، وعلى قوات الثورة السورية.
طلب المدد من المليشيات الطائفية، والكشف عن تواجد القوات العسكرية الإيرانية والمليشيات العراقية، وقبل ذلك مليشيات حزب الله، ثم تنسيق العمليات العسكرية مع تنظيم داعش، دلائل وإشارات على اتساع الانهيارات والخسائر في عسكر بشار الأسد وقرب نهاية هذا النظام الغاشم، وهو ما يتوافق مع تزايد الأحاديث في الأوساط الدولية بقرب التخلُّص من بشار الأسد شخصياً، والعمل على تهيئة من يخلفه لإدارة سوريا الحرة.