جاسر عبدالعزيز الجاسر
من جديد يفتح ملف نظام ملالي إيران من قبل المنظمات الدولية، هذه المرة اهتم البرلمان الأوروبي بما يجري في إيران من تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان، والدور المخرب للنظام الحاكم هناك ورعايته للأعمال الإرهابية في المنطقة العربية وعموم دول الشرق الأوسط، وبعد بحث هذه التجاوزات في مقر برلمان الاتحاد الأوروبي صوت 220 نائباً على إدانة وشجب ما يفعله النظام الإيراني، وحذروا من تدهور حقوق الإنسان في إيران وتدخلات هذا النظام السلبية في المنطقة وخاصة في الشؤون الداخلية للدول المجاورة.
النواب الأوروبيون بعد بحوث ومداولات وصلوا إلى أن النظام الإيراني هو قلب أزمات الشرق الأوسط وليس جزءاً من الحل لمشاكل هذه المنطقة على الإطلاق، النواب الأوروبيون توصلوا إلى نتيجة مفادها بأن تمدد النفوذ الإيراني في بعض الدول العربية المجاورة عمل على نشر التطرف والأصولية والطائفية، ولهذا فعلى المجتمع الدولي وضع حد لنفوذ نظام ملالي إيران ووقف تدخلاته في المنطقة العربية لإنهاء حالات الإرهاب والتطرف والطائفية.
بالنسبة لأوضاع الشعوب الإيرانية الداخلية، وصل النواب الأوروبيون بعد مداولات مستفيضة لما يحصل داخل إيران وخصوصا لأبناء القوميات غير الفارسية من عرب وأكراد وبلوش وتركمان، بأن أبناء هذه القوميات يتعرضون إلى تمييز عنصري ومذهبي لكونهم جميعاً من أهل السنة، ولذلك فإنهم أكثر عرضة لتنفيذ أحكام الإعدام فيهم وانتهاكات حقوق الإنسان، وطالب النواب بإيقاف الإعدامات سواء تلك المنفذة بحق أبناء القوميات غير الفارسية أو تلك التي يتعرض لها المعارضون السياسيون، إذ تعد إيران الدولة الأولى من حيث ارتفاع نسبة الإعدامات في العالم، وذكر بيان النواب الأوروبيين إلى أن تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بأن عهد الرئيس حسن روحاني شهد أسوأ فترة لحقوق الإنسان في إيران، وأنه تم تنفيذ إعدام على أكبر عدد من النشطاء السياسيين من أبناء الشعوب الإيرانية، وإن تركزت الإعدامات بحق المعارضين السياسيين العرب في إقليم الأحواز والثوار البلوش في إقليم بلوشستان والمعارضين الأكراد في إقليم كردستان الإيرانية الذي شهد قبل أيام مجزرة رهيبة عندما تصدت قوات الأمن والباسيج لانتفاضة كردية كانت تحتج على تجاوز ضابط أمن ومحاولة الاعتداء جنسياً على إحدى الفتيات الكرديات، وأشار بيان النواب الأوروبيين إلى تعرض النسوة الإيرانيات إلى حملات بالأسيد وأصبحن من الضحايا المستهدفين الأساسيين لهذا النظام وسلوكه، الذي عده النواب الأوروبيون وفقاً لكل ما عرضوه من الأدلة بأنه النظام الأسوأ والأكثر إرهاباً وخطورة في الشرق الأوسط.