عبدالحفيظ الشمري
شُيِّدَ هذه الأيام على أرض جامعة حائل فندق مميز وأنيق، فرغم إيجابية هذه الخطوة إلا أن أسئلة واستفهامات كثيرة صاحبت عملية إنشائه؛ ربما أهمها.. أليس هناك ما هو أهم من هذا الفندق، من حيث إنشاءات مرافق الجامعة؟ وهل أنجزت الجامعة كل مرافقها التعليمية الضرورية والملحة؛ لتلتفت إلى الترفيه والراحة والسكن الفندقي الفخم؟ فهناك من أبناء منطقة حائل من ساق الكثير من الأسئلة على هذا النحو، ولم تخلُ من عتب يوجه للجامعة، وهي أسئلة نزعم أنها مشروعة؛ تدور حول رغباتهم وأمانيهم في أن تحقق الجامعة أهم أهدافها في خدمة المجتمع، ألا وهو ضرورة وجود (المستشفى الجامعي) الذي يُعَدُّ - إن قام - ثمرة من ثمار هذا الصرح التعليمي الجامعي، ويمكن أن يكون إضافة نوعية للخدمات التي تحتاجها المنطقة.
وجامعة حائل من الجامعات الجديدة التي أُنشئت مع غيرها في الكثير من مناطق بلادنا، فكان لها حضور مميز في رعاية التعليم الجامعي، إضافة إلى أنه ينتظر أن يتبعها مرافق عدة تتعاون وتتكامل؛ على نحو الرعاية الصحية والتنمية والسياحة وخدمة المجتمع، حيث ستسهم في بناء التنمية الطموحة، فينتظر منها الكثير خدمة للمجتمع والإنسان في هذه البلاد.
أما حكاية «فندق جامعة حائل»..فإن العودة إليه، والحديث عنه من قِبَل المجتمع الحائلي ليس انتقاصاً منه، أو تقليلاً من أهمية فكرته، إنما يرون أن هناك أولويات يمكن أن تتم قبل قيام هذا الفندق، وكأننا بهم يقولون: «أليس من الأولى أن تكون منشأته قد سخرت للمستشفى الجامعي، لا سيما وأن قيام مشروع طبي جامعي يعد ضرورة ملحة وحلماً ينتظره الجميع»؟ فالمنطقة - لا شك - أنها تعاني من ندرة وتهالك وتفاقم مشكلة المرافق الصحية التي تُرَحَّلُ كقضايا قائمة من مسئول إلى آخر، وأن لا حلول ممكنة في أمر معاناتهم مع قلة الكوادر والمقرات والمنشآت الطبية، وتهالك ما هو قائم، وهذا ليس سراً؛ إنما عُرض عبر الكثير من وسائل الإعلام، وحظي بمتابعة واهتمام من حيث الشكل والتنظير، لكن المضمون لا يزال قائماً على حاله بين التردي والخذلان! أمر آخر هو أن المستشفى الجامعي - إن قام - سيسهم في تدريب طلاب كليات الطب والصيدلة والعلوم الصحية في الجامعة، وتخريجهم بكفاءة وقدرة عالية لا سيما وأن هناك أكثر من دفعة من خريجي كلية الطب يعانون من قلة التطبيق، نظراً لعدم وجود مستشفى جامعي، مما يثير التساؤل السابق عن سر هذا الاهتمام من قبل الجامعة في تفاصيل إنشاء هذا الفندق فخم، وكأن حائل بلا فنادق أو نُزُل أو شقق مفروشة؟! وإذا سلمنا جدلاً بأن الجامعة معنية بأمر قيام هذا الفندق في هذا المكان الذي قد لا يشهد إقبالاً في الوقت الراهن والمستقبل المنظور، نظراً لأن بيئة المنطقة المجاورة لموقع الجامعة لم تكتمل بعد، وما قد يبرر للجامعة أن هناك تخصصات تتعلق بأمر السياحة والفندقة، وهذا لا غبار عليه، إلا أن هناك أولوية ماسة لقيام مستشفى جامعي يعد بالدرجة الأولى خطوة مهمة في حياة المجتمع، ولا نغفل في هذا السياق ما للسياحة من دور بارز في التعريف بتراث المنطقة وبيئتها المتنوعة والجميلة.