أحمد الناصر الأحمد
الألفية فن من فنون الشعر الشعبي ساد في فترة سابقة ووجد قبولاً ورواجاً لدى شرائح واسعة من محبي الشعر الشعبي وعامة الناس.
الألفية التي تتطلب من كاتبها نفساً طويلاً كي يمر على كل حروف الهجاء ويكتب في كل منها بيت أو أكثر.. وهي فوق ذلك اختبار لقدرات الشاعر وثقافته واتساع موهبته.. ورغم أن الصنعة تبدو واضحة في الكثير من (الألفيات) إلا أنها لا تخلو من الشعر والجزالة، إضافة إلى كونها وعاء قصصيا جميلا ومتسعا لسرد الحكايات والقصص الأحداث.. وهي مضمار رحب وممتد يمارس فيه الشاعر ركضاً ابداعياً وفق طرق واحد وقواف متعددة.
كانت الألفية في حقبة مضت في نظر الكثيرين دلالة على مقدرة الشاعر وبرهاناً على نبوغه وتفوقه.. والشاعر الذي لا ينظم ألفية هو في اعتقاد الكثيرين شاعر عاجز أو محدود الموهبة في أفضل الاحتمالات!
الكثير من شعراء الماضي دخلوا هذا المضمار الشعري، أبدع الكثير منهم وتعثر البعض، بل هناك من فشل حسب معايير معاصريهم.. والفشل في كتابة الألفية أو النجاح لا يعني الفشل أو النجاح في الشعر من وجهة نظري، فالشعر لا يقاس بهذه القوالب فقط!
الكثير من الألفيات وصلت إلينا عبر الرواة وأصوات بعض المطربين الشعبيين والعديد منها لقي رواجاً كبيراً في الماضي، بل إن بعضها ما زال مطلوباً حتى الآن.. ولعل ألفية ابن عمار الشهيرة التي وصلت للناس عبر حنجرة سالم الحويل -رحمهما الله- من هذا النوع الذي حقق نجاحاً كبيراً ورواجاً واسعاً لدى شرائح واسعة من المتلقين.. ألفية بن عمار قد تكون الأشهر في نظر الكثيرين.. لكن هناك ألفيات أخرى لها ثقلها في وقيمتها في مرحلة سابقة من شعرنا الشعبي.