فاطمة العتيبي
لا يمكن أن نحيد دور أعدائنا في الخارج من محاولات متكررة بذلوها ليزعزعوا الأمن ويشعلوا الفتنة.
فثمة مقولات متناثرة هنا وهناك منذ أحداث سبتمبر 2001، عن مذكرات سرية يتم تبادلها عن الفوضى الخلاّقة، وإشغال الشرق الأوسطيين في حروب بين بعضهم البعض ليكفوا عن محاربة العالم.
هذه الدول الخارجية مهما تكاتفت ومهما تحالفت ومهما أعدّت من العدة والعتاد، لا تستطيع أن تحرك المياه الراكدة ما لم تجد استجابة في الداخل!
وحيث يملك الغالبية السعودية فكراً معتدلاً وإسلاماً وسطياً، فإنّ الصبية الصغار هم الهدف الأساس، وهؤلاء الشبان لا يتلقون الدروس من أعداء الخارج مباشرة، لأنهم لن يقبلوا ذلك ففكرهم مختلف وأهدافهم مختلفة، فإيران مثلاً دولة شيعية وهؤلاء الصبية سنّة والغرب مسيحي كاثوليكي، لا يمكن أن يستقبل منه هؤلاء الشباب التعليمات والدروس.
لا مناص من الاعتراف بأنّ ثمة وسطاء يلعبون الدور باحترافية، يؤججون نار الفتنة ويهيجون الشباب ضد الغرب والرافضة، ويملون على الشباب ما يفعلون، ويوجدون المال والسلاح من التبرعات وجمع الأموال بطرق غير رسمية، وفي نفس الوقت يتلقون المزيد من المال والسلاح من دول الخارج.
وتجد هؤلاء ورقة رابحة دائماً يعملون في السراء على شحن الشباب ضد دولتهم وتكفير المخالفين ويشجعون على الخروج على ولي الأمر، وفي الضراء ينادون بضبط النفس والوحدة الوطنية، وهم في الحالين يتمتعون بتمكين في الحضور والتواجد في وسائل الإعلام الاجتماعي، ويتلوّنون حسب سير الأحداث، لكنهم مثل الحية الرقطاء سمّها فيها وخطرها قائم، لأنك لا تكاد تميزها من تداخل لونها مع الأشياء حولها.
ربما يكون من يعمل منهم بطريقة سرية أشد فتكاً أيضاً، فلننشط جميعاً سنّة وشيعة في نزع شوكة الحية الرقطاء التي تسير بيننا وتبث سم أعدائنا في عقول بعض شبابنا، فتلك هي الشجاعة، فتلك هي الشجاعة.