د. عبدالعزيز الجار الله
هل سنكون أمام برنامج بمعطيات جديدة مختلفة عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، أم سيكون برنامج (وظيفتك وبعثتك) امتدادا للبرنامج السابق إنما بإضافات وتطوير جديد؟
شهدت برنامج الابتعاث في الأيام الماضية دخول قطاعات توظيف مؤسسات حكومية وقطاع خاص -دخولها - إلى البرنامج مما أدى إلى تغييرات شبه جذرية على قواعد واليات ومعايير و مدخلات برنامج خادم الحرمين الشريفين ليتشكل برنامجا مختلفا عن برنامج الابتعاث وبالتالي يمكن القول إننا أمام برنامجين هما:
- برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للابتعاث الخارجي, الذي بدأ عام 1426هـ وأنهى المرحلة الأولى والثانية خلال (10) سنوات 1426هـ حتى بداية عام 1436هـ /2005 -2014م حقق ابتعاثا والإشراف على (150) طالبا وطالبة ومبتعثا مع عائلاتهم عاد منهم حوالي (60) ألف ويتوقع أن تعود الأعداد الباقية خلال الخمس السنوات القادمة، أتاح البرنامج للطالب حرية اختيار التخصص والجامعة الموصى بها من قبل وزارة التعليم وحرية خيار جهة التوظيف بعد أن ينهي دراسته, جاء البرنامج بآليات وإجراءات جديدة أيضا بأهداف ومدخلات جديدة تختلف عما كان تتبعه من إجراءات ومعايير وزارة المعارف ثم وزارة التعليم العالي بعد إنشائها، تميز البرنامج في تسريع خطوات الابتعاث وضم الدارسين على حسابهم.
- برنامج وظيفتك وبعثتك، يمكن القول إنه أحد البرامج الجديدة يختلف عن سابقه لأنه ربط البعثة بالوظيفة والطالب بجهة التوظيف, وتماشى مع احتياجات سوق العمل أي أنه برنامج موجه لكن استمراره مرتبط بميزانيات ومتغيرات جهات التوظيف, إذن الأهداف والإجراءات والمدخلات والآليات مختلفة عن برنامج خادم الحرمين الشريفين عبدالله -رحمه الله-.
يتميز برنامج وظيفتك وبعثتك الذي طرحه وتبناه وزير التعليم د.عزام الدخيل بربط البعثة بالوظيفة وجعل من يقوم بالإجراءات وزارة التعليم تتولى الصرف المالي من ميزانيتها طوال مدة الدراسة حتى يتخرج الطالب سنوات اللغة والأكاديمية ويتولى الإشراف والمتابعة واختيار التخصص والموافقة على الجامعة تتولها جهة التوظيف والوزارة, وبعد التخرج تتولى جهات التوظيف (القطاع - المؤسسة - الشركة) التي أشرفت على توظيفه. وهي معالجة شاملة لخريجي الابتعاث حيث عاش عدد من خريجي الابتعاث وأيضا من خريجي الداخل مشكلة التوظيف بعد التخرج.
قد يصل خلال أيام قليلة رقم الوظائف التي يوفرها البرنامج إلى (50) ألف وظيفة، يتم التوظيف بعد خمس سنوات للدفعة الأولى وتتوالى التعيينات على مدى عشر سنوات, لكن يبقى سؤال غاية في الأهمية: ما هو مستقبل توظيف من تخرجوا من جامعات الداخل الحكومية والأهلية؟.