د. عبدالعزيز الجار الله
لا أدري لماذا تم القفز سريعاً ومباشرة للطائفية وكأننا ننتظر تفجير القطيف أو الدمام حتى نجزم بأنها طائفية، وإن كان هدف الأعادي المنظمات والدول المعادية لنا، أن تجعل من التفجير محرضاً يقود إلى الفوضى والغرق بالحروب الداخلية، شهداء القطيف وشهداء الدمام رحمهم الله رحمة واسعة وألهم ذويهم الصبر والسلوان، امتداد لدماء سعودية غالية سالت في مواجهات الإرهاب منذ عام 1995م وذروتها كانت عام 2003م في مدن سعودية منها: الرياض، ينبع، القصيم، حائل، الخبر، جدة، المدينة المنورة وغيرها. وامتداد لمواجهات حرب المخدرات ضمن قافلة شهداء الواجب التي قدمتها مدن المملكة الحدودية في تبوك، الجوف، الحدود الشمالية، ووادي الدواسر والوشم ومدن الساحل الغربي والشرقي والحد الجنوبي، وامتداد لشهداء الحرب الحوثية جنوب المملكة في جازان ونجران وعسير وفي (ظهران الجنوب)، ممن يدافعون عن وطننا حتى لا تدخله الجماعات الإرهابية: الحوثية، القاعدة، داعش، حزب الله. دماء تسيل ومازالت راعفة تتقطر وتعصر القلب.
كل عائلة مكلومة في القطيف والدمام تشعر بحزنها، عائلة في بقيق وبريدة والقنفذة والوجه والباحة وخميس مشيط، تشعر بشعورها وتحس بآلامها، وكل دمعة أم في قرى القطيف هي دمعة أم في قرى القصيم وحائل والجوف ونجران، فالإرهاب يضرب في بلادنا منذ عام 1995م، أيضاً حرب المخدرات، وحرب المخربين في اليمن جميعها تستهدفنا دون تمييز، تستهدف الناس الأبرياء في المساجد وفي المجمعات السكنية أو تستهدف جنود الأمن وأجانب أبرياء لا ذنب لهم.
نحن ضحية مثل باقي الدول العربية ودائرة العالم الإسلامي الواسعة، الحروب تتخبطنا والعالم من حولنا بكل أطماعه يتربص بأمتنا الإسلامية، والعرب بمشرقه ومغربة لا تفارقه الحروب فحصانته بأبنائه هم الحامي بعد الله، فمن يحاول إقناعنا أن ما يحدث في شرق المملكة أنها طائفية، إنما يريد المزيد من ترسيخ الطائفية التي لم تكون فعلياً إلا في أذهان من يريدون الطائفية الدينية التي لا تنفرد لوحدها، فلو سمحنا بها فإننا سنمرر كل أشكال الطائفية: العرق واللون والقبيلة والعشيرة والفرز الثقافي والطبقية المالية، على المثقفين والعلماء والدعاة والوجهاء ورجال الأعمال وأصحاب القطاعات التجارية والنفوذ الاجتماعي، وعلى المؤثرين في محيطهم العمل على دحض فكرة ترويج الطائفية، لأن لا طائفية مذهبية منفصلة هي سلسلة من التصنيفات والتقسيمات التي ستؤذي الجميع، والضمانة بعد الله هي دولتنا العزيزة والغالية التي ترفّعت عن التصنيفات وسعت إلى حفظ الأمن والاستقرار، وهي دولة قوية قادرة على ضرب الإرهاب كما فعلت أول مرة مع إرهاب القاعدة، ولديها نفس العزيمة والحزم في كسر داعش ومن يلوح بالطائفية في الداخل.