د. عبدالعزيز الجار الله
فكرة (وظيفتك - وبعثتك) أحدث الأفكار التي ستفتح بإذن الله الحلول لقضايا مركبة ومتراكمة بقيت على أكثر من طاولة في المكاتب المتوارية في الوزارات مكاتب أسميناها (للحفظ)، فكرة وظيفتك قد لا تكون حل العصا السحرية لقضايانا: البطالة، طلاب الابتعاث العالقين، شح الوظائف، التجميد الوظيفي. صحيح أنها حتى الآن وعودا بالتوظيف، أيضا وظائف مقترحة وافتراضية لكنها مفتاحا لحل كان عصيا لسنوات طويلة أدخلنا نفقا لا نهاية له, جعلتنا نبحث في كل الدهاليز من وزارة المالية إلى وزارة الخدمة المدنية ومن حافز حتى أقاصي نطاقات وزارة العمل ثم عدنا إلى مربع البدء والصفر، أيضا صحيح أن حل (وظيفتك - وبعثتك ) ما يقدم من وظائف خلال (5) سنوات وشراكة (8) قطاعات كبرى قد قدمته وزارة المالية منفردة في سنة واحدة بإحداثها (25) ألف وظيفة لوزارة التعليم بمسمى معلم ومعلمة, وصحيح أن المجتمع يشعر بالعتب واللوم على قطاعات أعلنت توفر وظائف بكثافة عددية عالية وبأسبوع واحد:
الخطوط السعودية (5000) وظيفة.
مؤسسة النقد (5000) وظيفة.
مدينة الملك عبدالله للطاقة (1000) وظيفة.
المؤسسة العامة لتحلية المياه (1000) وظيفة.
الهيئة الملكية للجبيل وينبع (1000) وظيفة.
الصناعات العسكرية (5000) وظيفة.
الطيران المدني.
الخطوط الحديدية.
وزارة الصحة.
وقطاعات اخرى ستنظم لاحقا، أما عتب المجتمع على قطاعات التوظيف الجديدة هو: أين كانت هذه الوظائف مخبئة قبل هذا التاريخ، و على أي رف كانت مرفوعة، وفي أي مكتب كانت منزوية ؟.
مشروع (وظيفتك - وبعثتك) اعلنه وزير التعليم د. عزام الدخيل محدثا انفجارا في وظائف مؤسسات لم تكن على واجهة التوظيف وبالمقابل لم يستوعب المجتمع ويصدق إلا بعد سلسلة من التواقيع مع قطاعات كبرى من مؤسسات الدولة، أصبحنا نلتقط ونتلمس تفاصيله من التصريحات التي تتم أثناء التوقيع، لكننا أدركنا أن هناك عهدا جديدا من انفراج التعيينات وفرص العمل ستخرجنا من الدائرة القديمة التي تتحكم بمسار الوظائف ومن الفلسفة الإدارية والإجرائية وأقوال وممارسات: قطاعات التعليم هي قطاعات للتعليم لا شأن لها في التوظيف، وزارة المالية تتحكم في إحداث الوظائف أي لا توظيف إلا عبر وزارة المالية، ربط الوظائف بالاحتياج بمعنى أن التوظيف مجرد تسديد احتياج، وزارة الخدمة تخرج دائما نفسها من مسؤولية التوظيف فتقول أنا جهة مفاضلة بين المتقدمين، جاء برنامج الابتعاث في مرحلته الثالثة ليربط ما بين الوظيفة وبين البعثة.