جاسر عبدالعزيز الجاسر
اتسعت عمليات مواجهة نظام ملالي إيران من قِبَل الثائرين في العديد من المناطق الإيرانية، من قبل شباب الشعوب الإيرانية التي يعاني مواطنوها من الفقر بسبب تفشي البطالة التي وصلت إلى أكثر من أربعين في المئة، وفق آخر إحصاء تم في عدد من المقاطعات الإيرانية، ما دفع نائب وزير الداخلية في نظام ملالي إيران مرتضى مير إلى الاعتراف بهذه الحقيقة، وإن رمى المسؤولية على العقوبات الاقتصادية التي يتعرض لها النظام. وقد أعلن مرتضى مير بأن هناك 40 بالمئة من الإيرانيين عاطلين عن العمل، مشيراً إلى هذه نتيجة بإحصاءات أجريت في 11 محافظة إيرانية. وقد لاحظ الباحثون الذين درسوا في النتائج أن أكثر المحافظات تأثراً وازدحاماً بالعاطلين هي المحافظات التي يقطنها أغلبية سنية، فبحسب ما نشرته وكالة مهر الحكومية، فإن النسبة الأكبر كانت في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب غرب شرق إيران ذات الأغلبية السنية، فيما سجلت نسبة 40 بالمئة في محافظة كرمان جنوب إيران وكرمانشاه غرب البلاد ذات الأغلبية الكردية السنية، وأظهرت الإحصاءات أن هناك اثني عشر مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر.
اتساع دائرة البطالة وارتفاع أعداد الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر أدت إلى استجابة شباب القوميات المهمشة لدعوات حركات المعارضة المسلحة التي تزايدت نشاطاتها في تنظيم التظاهرات وحتى العمليات القتالية، وهو ما دفع قائد الشرطة الإيرانية اللواء حسن اشتري إلى تحذير الشباب الإيراني بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تحث الشباب على القيام بالتظاهرات والاحتجاجات على خلفية قرار حكومة حسن روحاني برفع أسعار البنزين والمشتقات البترولية. وقد هدد قائد الشرطة بأنهم نشروا قوات الشرطة مدعمة بعناصر الباسيج لمواجهة أي خروج على النظام، وفعلاً قامت الشرطة يوم السبت باعتقال 20 شاباً من قريتي كريم أباد ومحمدان التابعتين لمدينة فهرة في إقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، والمعروف أن هذين الإقليمين تسكنهما أغلبية بلوشية، وهم جميعاً من أهل السنة، وأبناؤه يخوضون صراعاً منذ وقت طويل ضد ملالي طهران الذين يريدون فرض توجهاتهم المذهبية على أهالي بلوشستان.
اتساع الاضطرابات في أقاليم كردستان والبلوش وامتدادها إلى إقليم الأحواز العربي يهدد بانتقال ما يجري في بعض الدول العربية التي عمل نظام ملالي طهران على إحداثه، والتي أدت إلى انهيار المؤسسات وتسلط المليشيات الطائفية التي تدين بالولاء لنظام ملالي طهران. ولقد رصد المتابعون لما يجري في إيران من ضعف لأداء الكثير من المؤسسات الإيرانية الرسمية بل وحتى توقفها في الأقاليم التي تشهد اضطرابات، وهذا ما يهدد بانتشار الفوضى التي اعتمد عليها نظام طهران للتمدد في المنطقة العربية، ولهذا فإنه الآن يواجه الخطر نفسه الذي صنعه بنفسه لجيرانه، وهو ما يوحي بأن الأيام القادمة ستحمل الكثير من الضغوط على نظام ملالي إيران سيؤدي حتماً إلى طي التمدد الإيراني في المنطقة العربية والذي بدأت أولى بوادره بانطلاق عاصفة الحزم التي أطلقت كوامن القوة العربية والقدرة في التصدي لعدو لا يعي أن جداره هش يتخلله العديد من الثقوب التي يمكن استثمارها للإيقاع بنظامه الإرهابي.