فهد عبدالله العجلان
الشعور بالظلم أو المظلومية أصبح اليوم بوابة واسعة لممارسة الظلم واقتراف الأخطاء تحت غطاء العاطفة وطبابة الجراح، وفي العالم العربي ونتيجة للخلل في كثير من جوانب الحياة الاجتماعية برزت ظاهرة انتقام وتغول أصحاب المظلومية، فتراهم يمارسون التوحش والدموية بأقسى أشكالها ليس ضد من ظلمهم بل ضد الجميع، والراصد لظاهرة المظلومية يرى أنها لا تقتصر على السياسة بل تظهر جلية أيضا في الاجتماع والاقتصاد بل والرياضة.. بعض دعاوى المظلومية تستند إلى واقع يمكن الاعتداد به لكن أكثرها مجرد شعور فردي أو جمعي يجد من يحقنه باليأس والغضب انتقاما أو تحقيقا لأهداف هي الظلم بعينه!
* * *
العنصرية شعور مستتر في الضمير يجرم حين يظهر بفعل أو قول يمس الآخرين وينتقص من قيمتهم، لكن الأهم هو أن لا يستند هذا الشعور على قوانين وأنظمة تحقق مبتغاه بشكل مباشر أو غير مباشر، وحين تطل العنصرية برأسها يهدد السلم الأهلي والوحدة الوطنية في مقتل، لكن الأخطر على المجتمعات حين تصبح حادثة فردية مدخل للمبالغة في تأنيب المجتمع وزيادة الفرقة بين أبنائه من قبل متحمسين يحسبون أنهم يحسنون صنعا ... الأهم أن نستفيد من بعض ممارسات العنصرية التي تظهر من أشخاص بين الفينة والأخرى لدراسة أسبابها وتصحيح اختلالاتها.
* * *
استقطاب الشباب من قبل الجماعات الإرهابية وأجهزة الاستخبارات في وسائل التواصل الاجتماعي بات موضوعا ملحا يستدعي القراءة المتأنية، فقصص الشباب أحداث السن الذين يقعون ضحايا الاستدراج الاستخباري ينبغي أن تقرع الأجراس في البيوت والأسر، فما الذي يجعل شبابا صغارا في مقتبل العمر يتحولون إلى قتلة لرجال الأمن و لأبناء وطنهم بقناعة تامة أنهم يخدمون دينهم!، ينبغي النظر إلى العالم الافتراضي اليوم باعتباره مناخا واسعا لغسيل الأدمغة وضخ الأفكار وبناء الرأي العام لدى شرائح المجتمع، والأهم اليوم أنه يجب الغوص في هذا العالم ودراسة أبعاده ومعرفة واقع الشباب ومحفزاتهم وإعادة بناء علاقتهم بالوطن ومؤسساته وأبنائه لأننا أمام ساحة حرب عالمية مفتوحة تزداد ضراوة في عالم افتراضي يزداد اتساعا!