د. خيرية السقاف
المتفرس فيما يجري وإن لم يكن من سرب السياسيين, ومحللي شأن الأحداث, الموغلين في تفاصيلها, والعارفين بذيولها سوف يقول شيئا,..
حتى الغر الصغير من لا يدرك ولا يعي سيقول ما قال: إن ثمة علاقات، وخيوط تربط بين كل الذي يجري في أرض الواقع، ولاشك في أن من ورائه عصبة من المستهدِفين أمن الدول العربية، وشعوبها، ومقدراتها...
وبأنها خطط مسبقة, ونيات مبيتة, وعدة مجهزة,...
وبديهي أن تكون لها محركات بسرعة الضوء, مسخرة لها «أيقونات» بشرية قد تمرست, وتدربت لأن تتحرك وقت أن تتحرك مؤشرات على مواقع خريطة المواقع التي يستهدفونها..!!
ولسوف يذهب الغر الصغير فيعدُ نفسه أنه سوف يبحث عن مسارب الخيوط الموصلة إليها, ويتغلغل في الاتجاه لمصدر المؤشرات المفضية لمنطلقاتها، لأنه بلا شك يريد أن يصل.., ففضوله يتفاقم, وبراءته تتنمَّر..
ولسوف يصل فيكون مثل كبار المحللين, والمتابعين, والمستكشفين..
فليس هو وقت الترف ليبقى صغيرا غرا ليس من هم له سوى أن يأكل, ويلعب, وينام..,!
ولا هي مرحلة الاتكال على والديه، أو معلميه.. أو إخوته الأكبر,..
ولا هو خارج أسوار بيته، ومسجده, ووطنه...,
بل هو واحد في كل..,
بل هو أحد المستهدفين بالتدريب, وبالتغرير, ليكون بارودا في بنادقهم يصوِّبونه لصدور أهله..!
ستكبر أسئلته, وسوف تتسع مداركه,...
بل سوف يشيب وهو بعد لم تتكامل حروف الوعي فيه..!!
سيكون في عجين الوطن كبيرا كالكبار, مسؤولاً كما يُسألون..!!
يقظا كالنسر, واعدا كالفتيل..!
فهذه الدول العربية رغيف كبير..
توجه نحو صوامع حنطته ريح المتربصين,..
كي لا تعجن الراحة في قلوب أوطانها، ولا تتمتع صدور أمنها بالطمأنينة...
ولقد بات جليا للصغير الغر قبل الكبير من أين تأتي الريح..!
* * *
اللهم أنت النور فلا تطفئ نور بصائرنا, وأنت الرقيب فتولى أمر من يتربِّص بنا, وأنت الأمين فاجعلنا في حرز أمنك, وعصمة أمانك..
* * *
اللهم اهد نفوس من يضل, واحفظ كل من يدعوك، وشتت غايات من يريدنا بسوء، واجعل تدبيره تدميرا له يا رب..
* * *
اللهم وحِّد الصفوف, واجمع القلوب, وألهم الرشد, وقوِّ الزنود, ونقِّ الصدور, وطيِّب النفوس, ونور البصائر، ومكن العقول من حسن التدبير..
* * *
فوضنا الأمر إليك، وتوثقنا بحولك العظيم يا عظيم..