جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم تعد الحروب تحسم فقط بالجيوش والطائرات الحربية والبوارج البحرية، فالجيل الجديد من الحروب أدخل (الكلمة) إلى جانب (الطلقة)، بل وفي أحيان كثيرة تفوقت الكلمة على الطلقة.
ملالي إيران الذين كانوا نتيجة مخططات مسبقة لإضعاف المسلمين من خلال توظيفه لبث الفتن ونشرها في العالم الإسلامي عبر أجندات وضعت لهم مسبقاً، ويجري تنفيذها وفق توقيتات متفق عليها.. وقد أنجزت أذرع الملالي الطائفية ما رسم لهم وفق تلك التوقيتات، والبداية كانت سابقة لوصول الملالي إلى سدة حكم إيران، وللتأكيد على توظيف الملالي لتدمير الوحدة الإسلامية أن إعدادهم للاستيلاء على السلطة في إيران ووضع ركائز الأحزاب والمليشيات الطائفية قد تزامن إنشاؤهما في وقت متقارب.
وما أن أقام خميني حكم الملالي في إيران حتى كشف عن دور الأذرع الطائفية كرديف لدور الملالي، وهو ما ظهر في العراق ولبنان على وجه الخصوص، حيث قامت الجماعات الإرهابية الطائفية ذات العلاقة بالملالي في تنفيذ عدد من الأعمال الإجرامية داخل بغداد وعلى الحدود مع ايران؛ مما عجل باندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وايران، ترعرعت في سنواتها بذور الفرقة واتسعت الفتنة الطائفية حتى أصبحت ظاهرة من الصعب التخلص منها، خاصة وأن نظام ملالي إيران وفروعه الطائفية في سوريا والعراق ولبنان يغذونها بغرزهم لمكونات المجتمعات العربية وبالذات في دول الخليج العربية، ووجهوا ولاءات الأحزاب والمليشيات والجماعات المرتبطة بهم صوب ولاية الفقيه في تعارض مع الانتماءات الوطنية، إذ تحول المنتمون لهذه الجماعات في ولائهم السياسي إلى خارج الحدود في خلط غير مبرر ما بين الانتماء الوطني والعلاقة المذهبية، إذ حول المذهبيون المرتبطون بلدانهم إلى دكاكين طائفية تابعة لملالي إيران الذين تبجح قادتهم في الكثير من المناسبات بأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، ويقصدون بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وهذا القول يحرص الإيرانيون على تأكيده بإظهارهم بأنه القوة الأكثر نفوذاً في ذلك البلد، بل ويتجاوزون في أقوالهم وأفعالهم ما يقومون به في طهران عاصمة بلادهم، وقد جسد ذلك خلال الأيام الماضية على أكبر ولاياتي مستشار مرشد الثورة الإيرانية ووزير الخارجية الأسبق عند تواجده في العاصمة اللبنانية بيروت التي اتخذ منها منبراً لتوجيه الشتائم لدول عربية ليست فقط شقيقة للبنان وتربطها بها وشائج قوية، بل أيضاً داعمة وساندة منذ وقت طويل للبنان، وأن عددا كبيرا من أبنائه يعملون في هذه الدول.
علي ولاياتي شتم دول الخليج العربية جميعاً، وتركزت شتائمه على المملكة العربية السعودية التي تتصدى لإرهاب ملالي إيران في المنطقة، وبالذات في اليمن.
علي ولاياتي لم يخرج فقط عن الأخلاق والذوق والسلوك القويم للمسؤولين الذين يفترض بهم عند زيارتهم للدول بأن يحترموا علاقات البلاد التي يزورونها بالدول الأخرى، وأولى متطلبات الاحترام ألا يستغل وجوده لتوجيه الشتائم والسباب، وأن يزود وسائل الإعلام التي تقبض من نظامه الأموال لتقديمها الخدمات الإعلامية عبر لسان عربي جرى شراء ذممه.
ولا يأتي شتم وخرق كل الأصول الدبلوماسية والأخلاقية في بيروت دون أن تحرك حكومة لبنان ساكناً ولم تعترض مجرد الاعتراض وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل تحول لبنان إلى جبهة إعلامية معادية للعرب يقودها عملاء ملالي إيران وأذرعته الطائفية.