د. عبدالعزيز الجار الله
منذ قيام الثورة في إيران عام 1979م، سعت إيران إلى إذابة العروبة مقابل التركيز على الأمة الإيرانية والثقافة الفارسية، وجعلت القضية الفلسطينية والأمة الإسلامية مجرد غطاء ومظلة من أجل إذابة العروبة وهي مكون أساسي للثقافة الإسلامية واللحمة المتينة للدول العربية، سعت إيران إلى ذر الرماد في العيون وقلب الحقائق و(اللعب) على محاور عدة لفصل العرب عن عروبتهم وتعزيز صوت الطائفية على النحو التالي:
- إذابة العروبة: حاولت إيران منذ ثورتها على نظام محمد رضا بهلوي والإطاحة به عام 1979م فصل العروبة عن الشعوب الواقعة غربها كمجموعات وفي المرتبة الأولى دول الخليج والعراق والشام واليمن ثم الشمال الأفريقي والمغرب العربي وأخيراً دول شرقي أفريقيا السودان وجيبوتي والصومال.
- الأمة الإيرانية: عملت في داخل إيران على الانصهار في الأمة الإيرانية كأمة تجتمع داخلها القوميات بكل عرقياتها: البلوش، الأكراد، الاذار، التركمان، العرب الأهواز، والأقليات الأخرى.
- القومية الفارسية: الشعب الفارسي محاصر وسط البلاد وتطوقه الأقليات المتعددة، فإذا أرادت أن تتواصل مع شعوب آسيا الوسطى اتكأت على الجذور والثقافة الفارسية التي تتشكل منها بعض شعوب وسط آسيا.
- المذهبية الضيقة: جعلت من نفسها الحامي للمذهب الشيعي بكل أطيافه فإذا أرادت جذب كتلة سكانية من شعوب الخليج العربي رفعت شعار المذهبية الشيعية لجذبهم.
- الأمة الإسلامية: عملت على رفع شأن الدول الإسلامية ليس من أجل التضامن الإسلامي وإنما رغبة منها في خفض العروبة وإسقاط المكون العربي وإضعافه مقابل المكون الفارسي، أي رفعت لواء الأمة الإسلامية بقصد دحض أي توجه عربي وأي نفس عروبي.
بهذه الأجندة: (محو العروبة، وإعلاء الأمة الإيرانية وإبراز القومية الفارسية والمذهبية الشيعية، ورفع شعار الأمة الإسلامية الكاذب)، تحركت إيران ضد بلاد الخليج والسعودية، وتخفت وراء عدة أغطية و(ستائر) دينية وثقافية لتبطن الطائفية والقومية ذات النزعة العدوانية والحقد الشعوبي والغصة التي بقيت عالقة في الأقاليم الفارسية في إيران عندما قضى العرب -التي ترى أن العرب أجلاف الصحراء- قضوا على مملكة فارس والإمبراطورية الساسانية في القرن السابع الميلادي، ومن ذلك الزمن المبكر وهي، أي بلاد فارس، تعمل على كسر بحر الخليج واجتياح بلاد العرب، ولكن عندما أراد الله فضحهم أمام أنظار العالم كشف عن مخططهم في اليمن وهو نموذج في: العراق، لبنان، سوريا، البحرين، السعودية، الكويت. والعمل داخل هذه الدول على بناء أكثر من محور: المذهبية، الطائفية الضيقة، القومية العرقية والثقافة الفارسية.