فهد بن جليد
في حال أُقرَّ تغيير دوام رمضان فعلاً، ليبدأ الساعة السادسة والنصف صباحاً، وينتهي عند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر - حسبما نسبته صحيفة مكة لمصدر مطلع - فإنه يعتبر تسهيلاً على الموظفين والمراجعين، كون أيام الشهر الفضيل تُصادف هذا العام شدة ارتفاع حرارة الصيف!
لماذا نُرحب بمثل هذا المقترح؟!
طوال السنوات الماضية كانت المصالح الحكومية - وما زالت - تفتح أبوابها عند العاشرة صباحاً حتى الثالثة ظهراً. صادف في بعض الأعوام تحرك الطلاب في الوقت ذاته؛ ما نتج منه سلبيات عديدة. ولكن الأمور تغيرت نحو الأفضل مع تنظيم العام الدراسي، واعتبار شهر رمضان عطلة حتى سنة 1438هـ. بمعنى أن الطلاب سيعودون لمقاعد الدراسة في رمضان من جديد بعد سنتين؛ إذ سيدرسون 19 يوماً في رمضان 1438هـ!
إذاً، لنجرب فكرة الدوام المُبكر في رمضان بعيداً عن المدارس هذا العام والعام المقبل، وفي حال نجاح الفكرة ربما تعمم على المدارس أيضاً في العام الذي يليه. التغيير أمر إيجابي دائماً إذا تم بحذر، وغُلبت فيه المصلحة العامة. ولنا في تغيير عطلة نهاية الأسبوع خير مثال؟!
فالناس اليوم باتوا مُنسجمين تماماً مع عطلة (الجمعة والسبت) بدلاً من عطلة (الخميس والجمعة)، رغم أنه لم يمضِ سوى أقل من (عامين) على هذا التغيير؟!
لا أعرف لماذا هناك من يعترض على مثل هذا المقترح؟ بحجة أن الناس «سيتلخبط» جدولها، ونحن نبحث عن تنظيم الوقت، وهذا مدعاة للسهر... إلخ من الحجج!
رغم أن هذا المشروع في حال أُقرَّ بالفعل هو الانضباط والاستقرار الوقتي (بعينه وعلمه)؛ لأنه ببساطة يعني استمرار الدوام كما هو طوال العام، فقط تقديمه ساعة واحدة، وتقليص ساعاته إلى قبل الظهر، بينما المعمول به سابقاً يعني تأخير الدوام 3 ساعات صباحاً، وتأخير الخروج نصف ساعة ظهراً!
فعلياً إجازة رمضان هذا العام تبدأ بنهاية دوام يوم الخميس 22 رمضان؛ ما يعني أن الموظف سيتفرغ طوال العشر الأواخر تقريباً للصيام والعبادة، وهذا يشجِّع أكثر على تجربة الفكرة هذا العام، وخصوصاً أن المقترح يتحدث عن ثلاثة أسباب، هي (الحر الشديد، قلة عدد المراجعين وضعف الأداء وكثرة الاستئذان!).
الغريب أن أكثر المعترضين على هذه الفكرة هم أول المطالبين بها سابقاً؟!
وعلى رأي المثل العربي (أنا معترض، مش عارف ليه بس بعترض)!
وعلى دروب الخير نلتقي.