فهد بن جليد
في حال رأت (الجمعية السعودية للذوق العام) النور فعلاً، فأعتقد أنها خطوة جيدة لترتيب طُرق التواصل الانساني بين أبناء المجتمع الواحد، ولكن الخوف أن تولد هذه الجمعية وهي (عاجزة) عن تعريف معنى (الذوق العام) أصلاً، أو حتى تحديد معايير مُخالفته؟!
أعجبني تعليق أحد الإعلاميين على الموضوع عندما قال هل سيكون هناك (ساهر ذوق) لضبط المخالفين؟!.
بمعنى هل سيُمنح أي شخص (معبّس)، و(قرفان) من حياته، بسبب زوجته، أو مُديره في العمل، (مُخالفة) إفساد الذوق العام لصراخه بعبارات (غير لائقة) على سيارة (الليموزين) التي أمامه، على أساس أن سائق (سيارة الأجرة) هو (حمال الآسية) بتحمل جميع أخطاء الشارع والبيت؟!.
هل جمعية الذوق العام ستُمنح صلاحية لمخالفة (زوج) صدر مشاكله العائلية للشارع، وأمطر (زوجته) في سوق عام، بوابل من الشتائم والسباب أمام المتسوقين؟!
فكرة الجمعية تهدف إلى جعل (الذوق العام) مشروعاً وطنياً، يتفق الجميع حوله، كقيمة إنسانية تتوافق مع الفطرة السليمة، لتعلم وتحديد آداب الحوار، عند الاختلاف في الرأي، وأكثر اما أعجبني أن (مُقترح الجمعية) حدد النخب الثقافية (كهدف أول) لرفع (ذوقهم) دون مُصادرة حق أحد، وإن كنت اعتقد أن مسألة تعريف وتحديد هوية (الذوق العام) أمر في غاية الصعوبة، بسبب اختلاف المفاهيم، والمعايير تجاه هذا الأمر، فما يراه ( زيد ) تعدٍ على الذوق العام، قد يراه (عمر) أمراً طبيعياً؟!.
إذا كانت الجمعية السعودية للذوق العام، ستولد وهي قادرة فعلاً « على ضبط (الذوق العام )، ونشر ثقافة وآداب الحوار والنقاش والفكر، وإيجاد فكر المحبة والإخاء والمودة والصفاء « فأهلاً بها، أما إذا كانت ستصبح مجرد (رقم) ضمن جمعيات يتباهى أصحابها بأنهم يقودون الفكر والحوار من أجل مزيد من (فلاشات المصورين)، فبرأيي أن نُبقي ذوقنا على ما هو عليه، ونتحمل بعضنا، حتى يحدث الله أمراً!
لن يتغير سلوكنا في الشارع، ولن تتوقف الممارسات الخاطئة، ما لم يُعاقب من يخالف الذوق العام، وتسن القوانين لذلك!
فالحل لا يأتي بالتنظير.. دون عمل ميداني، و (كلك ذوق)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.